اختتمت أمس أعمال الملتقى الخامس عشر لسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، والذي عقد على مدى خمسة أيام خلال الفترة من 28 مارس إلى 1 أبريل الجاري، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبمشاركة معالي الوزراء وقيادات الوزارة وسفراء ورؤساء بعثات الدولة في الخارج. وجاء ملتقى هذا العام في ظل ظروف استثنائية ناجمة عن جائحة «كوفيد-19» العالمية، والتي فرضت استحداث إطار جديد واستخدام أحدث تقنيات الاتصال المرئي لضمان عقد الملتقى بحلته الجديدة.
ويأتي انعقاد الملتقى في إطار حرص وزارة الخارجية والتعاون الدولي على تعزيز التواصل والتفاعل مع سفراء الدولة في الخارج، لتبادل الآراء والاطلاع على مختلف مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، ومناقشة مختلف المواضيع المتعلقة بالسياسة الخارجية للدولة.
وشهد الملتقى في دورته الخامسة عشرة مشاركة عدد من معالي الوزراء والسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، ومجموعة من كبار المسؤولين ومديري الإدارات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعدد من المؤسسات والهيئات الحكومية في الدولة من مختلف القطاعات لإلقاء الضوء على مختلف القضايا والموضوعات المشتركة ذات الأهمية في سبيل تعزيز التنسيق والتعاون، وتطوير أدوات الدبلوماسية الإماراتية.
وتناول الملتقى محاور رئيسة في مجال السياسة الخارجية والاقتصاد والابتكار والصناعة والعلوم المتقدمة والصحة والأمن الغذائي، إضافة إلى استعراض عدد من الأحداث والقضايا والتطورات الإقليمية والدولية، ورصد تأثيراتها وتداعياتها المحتملة.
كما استعرض المشاركون في الملتقى أهم وأبرز إنجازات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأهم المستجدات في عملها وبرامجها المختلفة، ولا سيما في القطاع القنصلي، كما جرى مناقشة الخطط التطويرية لعدد من إدارات الوزارة المختلفة.
ويأتي الملتقى في إطار مهم وحيوي للحوار بين كبار دبلوماسيي الدولة والمسؤولين في الداخل بمختلف القطاعات، ومن ثم تحقيق الانسجام والتوافق بين الطرفين في العمل على خدمة أهداف الإمارات الداخلية والخارجية.
ويعتبر الملتقى آلية من الآليات الأساسية لمناقشة التطورات والتغيرات الجارية على المستويين الإقليمي والدولي، وكيفية التعاطي معها والتعامل الفاعل مع معطياتها المختلفة في ظل ما يشهده العالم من تحولات كبيرة تحتاج، من أي دولة راغبة في تأكيد حضورها الدولي والدفاع عن مصالحها، إلى حوارات وطنية مستمرة من أجل التوصل إلى رؤى وتصورات قادرة على التجاوب المستمر مع هذه التحولات.
وافتتح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، فعاليات اليوم الأول لملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج في دورته الخامسة عشرة، بكلمة ترحيبية ألقاها عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث سلط سموه الضوء على الدور المحوري الذي لعبته سفارات الدولة وبعثاتها التمثيلية في الخارج منذ بداية أزمة «كوفيد- 19» لكونها صلة الوصل مع مواطني الدولة الموجودين في الخارج، من أجل تقديم أفضل ما يمكن من تسهيلات وخدمات مع ضمان سلامتهم والتي لها موقع الصدارة في أولويات وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وشهد الملتقى في يومه الأول كلمة افتتاحية لمعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، استعرض خلالها الخبرة التي اكتسبها خلال مسيرته في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وشمل الملتقى أيضاً مداخلات لكل من معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ولانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، فضلاً عن كلمة لسعيد الحبسي، مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية والتعاون الدولي. وواصل الملتقى يومه الثاني، حيث افتتح ضيف الشرف معالي هايكو ماس، وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، الملتقى في يومه الثاني بكلمة عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، توجه من خلالها إلى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، مثنياً على نهج الدولة، والتي بدلاً من الاعتماد على الإنجازات العظيمة التي حصدتها على مدار الخمسين عاماً الماضية، اختارت أن تتطلع إلى المستقبل.
وشهد جدول أعمال الملتقى في يومه الثاني جلسة مع معالي أحمد بن علي محمد الصايغ، وزير دولة، تطرق فيها إلى آخر مستجدات اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتحدث عن الدور المحوري الذي تقوم به الدولة للمساهمة في المحافظة على الأمن في المنطقة، تبعتها جلسة مع معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد بعنوان «الاقتصاد في الإمارات العربية المتحدة بعد (كوفيد-19)»، وجلسة مع حميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والرئيس التنفيذي للموارد البشرية لمجموعة مبادلة للاستثمار، في مداخلة بعنوان «الإمارات العربية المتحدة كمركز أعمال عالمي».
وافتتح جدول أعمال الملتقى في يومه الخامس والأخير معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، بكلمة افتتاحية عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان «التوجهات المستقبلية»، أعقبها كلمة لمعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي حول «آخر التطورات بشأن إكسبو 2020 دبي».
جدير بالذكر أن ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية الإماراتية في الخارج يعقد سنوياً في العاصمة أبوظبي، حيث يمثل فرصة مهمة للتفاعل والحوار وتبادل الآراء والأفكار مع القيادة والمسؤولين في الدولة وسفراء وممثلي البعثات التمثيلية في الخارج على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يعزز أداء السياسة الخارجية الإماراتية وفاعليتها.
المصدر: الاتحاد
تاريخ نشر الخبر: 2 أبريل 2021