تعتبر محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بمثابة العقل الذي يدير المهمات الموكلة إليها، والتي تحمل من الأهمية بمكان، لجعل المسؤولين عن إدارة المحطة في تحدٍ دائم على مدار الساعة لمراقبة مهمات وعمل هذه المشاريع، وتأتي في مقدمتها حالياً، إدارة مهمة «طموح زايد»، فضلاً عن المهمات الأخرى، التي تشمل إدارة ومتابعة عمل الأقمار الصناعية «دبي سات 1» و«دبي سات 2» و«خليفة سات»، فيما تستعد المحطة لإدارة عملية إطلاق «مسبار الأمل» العام المقبل ووصوله إلى المريخ، في إنجاز جديد يضاف إلى تجربة الإمارات الثرية في قطاع الفضاء، ويدير المحطة 15 مهندساً إماراتياً، منهم من هو موجود داخل مقر مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، فيما يتوزع آخرون على محطات التحكم في أمريكا وروسيا واليابان ودبي، حيث يتابعون ويديرون حالياً مهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، حتى عودته للأرض ونجاح مهمته.
محطة هيوستن
وقال محمد البلوشي رئيس وحدة عمليات الفضاء الخارجي في هيوستن بأمريكا: «إن هناك 4 محطات أرضية تتحكم في إدارة مهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وتشمل محطات أمريكا وروسيا واليابان وأوروبا، وكل جهة منها مسؤولة عن إدارة القسم الخاص بها على متن المحطة الدولية، مبيناً أن دورهم في محطة مركز محمد بن راشد للفضاء يكمن في التواصل مع هذه المحطات، في حال استخدام رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري لأحد هذه الأقسام، من خلال إجراء التجارب، أو البث المباشر الذي يتم عبر أجهزتها».
وأضاف «أن وجود مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء في هذه المحطات الخارجية يأتي ضمن الحرص الشديد للاطلاع على تفاصيل مهمة «طموح زايد» ومتابعة رائد الفضاء الإماراتي فيما يقوم به من تجارب داخل أقسام هذه الجهات على متن المحطة الدولية، لأن ذلك تتبعه ترتيبات دقيقة مع هذه الجهات، وإجراءات شديدة التعقيد، لافتاً إلى أن وجودهم مع مسؤولي هذه الفرق في تلك الوكالات يأتي لتكامل المعلومات التي يرسلها المنصوري».
محطة موسكو
وبدوره أفاد أحمد عبد الرزاق مسؤول العمليات في موسكو: «أن مهمة هزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية سبقتها تجهيزات كثيرة طوال شهور ماضية، للتأكد من نجاح هذه المهمة التاريخية، وهو الأمر الذي تطلب إعداد كوادر متخصصة جداً للوجود في مقرات مراكز المحطات الأرضية التي تدير هذه العمليات، خاصة أن المنصوري يتعامل مع أقسام هذه الوكالات على متن المحطة، فيما يشارك روادَ الفضاء الآخرين إجراء التجارب، ولذلك فمن الضروري أن يكون هناك متخصصون من المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد الفضائية ليكونوا مع المحطات الأخرى حول العالم».
وتابع: «إنه بخلاف هذه المهمة، فإن مهندسي المحطة الأرضية في كل مكان يتابعون ويديرون الأقمار الصناعية الإماراتية الأخرى، مثل «دبي سات» و«خليفة سات» والعام المقبل مسبار الأمل، وإنه فيما يخص الأقمار الصناعية، فإن الجميع مسؤول عن إدارة عمليات هذه الأقمار بشكل يومي، والتأكد من صحة القمر وجاهزية مكوناته، والإعداد بشكل حثيث لأي مهمات تصوير لها، فضلاً عن استقبال الصور وأرشفتها وتوزيعها على المستخدمين في مختلف الجهات، وإعداد التقارير التفصيلية لأدائها، ابتداءً من وقت الإطلاق واستقبال إشارات التشغيل مروراً بالمهمات اليومية لها».
دعم تقني
ومن جهته بيّن ماجد علي حسن اختصاصي المحطة الأرضية والعمليات الفضائية: «أنه مسؤول عن وحدة الدعم التقني للمحطة الأرضية ووحدة العمليات في المحطة الفضائية التي تتابع لحظياً مهمات رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، مبيناً أن المحطة الأرضية تستقبل المعلومات والفيديوهات والصور، إضافة إلى نتائج التجارب العلمية، التي يجريها المنصوري، على متن محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن المتابعة والترتيب لبث الأحداث مباشرة من محطة الفضاء الدولية، وأن المحطة الموجودة بمركز محمد بن راشد للفضاء هي المعنية بجمع المعلومات وتوزيعها على باقي المحطات».
وأضاف «أن المهندسين والاختصاصيين الذي يديرون مركز التحكم يتمتعون بأعلى المستويات العلمية التي تؤهلهم للقيام بهذه المهمة الحساسة على مدار اليوم، خاصة أنهم معنيون بالتواصل مع كل المراكز الأرضية الأخرى المنتشرة بين أمريكا وروسيا واليابان، للاطلاع ومشاركة كل المعلومات الخاصة بمهمة هزاع المنصوري، فضلاً عن ذلك فإنه باستثناء هذه المهمة، فإنهم يديرون بكفاءة عالية الأقمار الصناعية الإماراتية «دبي سات 1 و2»، ومؤخراً قبل عام «خليفة سات» الأيقونة التي تعكس قدرة وكفاءة المهندسين الإماراتيين، خاصة أنه تم تصنيعه بالكامل بفضل عقول مهندسينا، وتتم إدارته من خلالنا، وهو ما يعكس النجاحات الكبيرة والإمكانات التي أصبح يتمتع بها الشباب الإماراتي في إدارة مشروعاته الفضائية، التي أصبحت تماثل القدرات والإمكانات العالمية».
جدول زمني
ومن جانبه ذكر محمد آل علي رئيس وحدة عمليات الأقمار الصناعية: «أن المهمة التي يقوم بها هي إدارة مهمة هزاع المنصوري، ومتابعة جدوله الزمني بدقة شديدة لضمان كفاءة مهمته والحصول على أفضل النتائج، مبيناً أنه معني كذلك بالتواصل مع المحطات الأخرى في روسيا وأمريكا لمتابعة ومشاركة المعلومات الخاصة بالمهمة معهم، خاصة أن المنصوري يتحرك ويستخدم الأقسام الخاصة بهم على متن المحطة الدولية، وهي تتبع لهم في إدارتها، ولذلك فهم على اتصال دائم معهم للتأكد من تنفيذ كل التوجيهات بدقة شديدة لتنعكس نجاحاً على المهمة».
وأفاد أن «إدارة غرفة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء موكلة بمهمات كبيرة وضخمة، نظراً لأهمية هذه المشاريع التي تشمل الأقمار الصناعية الإماراتية وإدارتها بكفاءة عالية، حيث يتم على مدار الساعة ملاحظة ومتابعة الأقمار الصنعية والتأكد من كفاءة عملها كل ثانية، والتأكد من جاهزية وفاعلية الأجهزة التي تديرها والموجودة على متنها، وهو أمر يجب أن يتم بمثالية شديدة، خاصة أن المعلومات التي نحصل عليها، فضلاً عن الصور التي تعتبر أساساً لعمل جهات أخرى تعتمد عليها، ولذلك تأتي أهمية دقة هذه المعلومات التي تعتمد على كفاءة الأقمار الصناعية التي نديرها».
مراقبة الأقمار
وإلى ذلك قال حسن عبد الله مشغل أول وحدة العمليات الفضائية بمركز التحكم الأرضي: «إن مهمته تتركز في مراقبة الأقمار الصناعية الإماراتية «خليفة سات» و«دبي سات»، وحالياً هو معني بتقديم الدعم التقني للفريق الأساسي لمهمة «طموح زايد» وتقديم كل ما يحتاجونه من معلومات لإدارة مهمتهم، مشيراً إلى أن الفريق في مركز التحكم يتعاون على مدار الساعة خلال مهمة المنصوري، في استقبال نتائج التجارب التي يجريها، ورفد الفريق العلمي بالمركز بها، حتى يبدأ في التعامل مع تفاصيلها، وأن هناك تجارب بسيطة سيتم رصد نتائجها للاستعانة بها في مناهجنا التعليمية، فيما تحتاج التجارب الأكثر دقة، والتي يتم فيها التعاون مع وكالات الفضاء العالمية والتأكد من نتائجها لتصبح جاهزة للمجتمع العلمي العالمي».
وأفاد أن «مهمتهم تتركز في التواصل واستقبال المعلومات وتوزيعها على المحطات الأرضية الأخرى، لافتاً في الوقت ذاته أن هذه المهمات التي يقومون على إدارتها كفريق واحد من مهندسي المحطة الأرضية تتطلب كفاءات كبيرة، ولذلك فإنه تم تأهيلهم جميعاً في أفضل الجهات العالمية المتخصصة، ومن بينها وكالات الفضاء العالمية، حيث تدربوا على كيفية إدارة العمليات الخاصة برواد الفضاء الموجودين على متن المحطة الدولية، واكتسبوا خلالها العديد من المهارات والخبرات اللازمة لإدارة مهمة أول رائد فضاء إماراتي، والتعامل مع التقنيات الحديثة، والتواصل مع مراكز التحكم الأخرى، وأنهم أصبحوا مؤهلين وعلى درجة عالية من الاحترافية لأداء هذه المهمة الحساسة، والمهملات المستقبلية مثل مسبار الأمل وغيرها».
وكالات عالمية
ومن ناحيته شرح راشد الدلال مهندس أول الأنظمة الأرضية في مركز التحكم، أن مهمته تتطلب منه التأكد من جاهزية الجدول اليومي لهزاع المنصوري، خلال مهمة «طموح زايد» ومتابعة كل تفاصيلها كل لحظة، والتواصل معه في حال حدوث أي تعديلات لإخباره بها، مبيناً أن مهمته تشمل كذلك الاتصال مع محطة الفضاء الدولية والتعاون مع باقي المحطات الأرضية في أمريكا وروسيا واليابان، وهو أمر يجب أن يتم بدقة شديدة، نظراً لأهمية النتائج المترتبة على جدوله اليومي، والتي تشمل تجارب علمية مهمة بالاشتراك مع وكالات الفضاء العالمية الأخرى».
وذكر أنهم على استعداد تام لإدارة أي عمليات لمشروعات مركز محمد بن راشد للفضاء، خاصة أنها أصبحت متنوعة وتعطي الخبرات الجديدة لأفراد فريق المحطة، فعلى سبيل المثال تتمتع مهمة هزاع المنصوري بدرجة كبيرة من التركيز والاهتمام، بسبب أنها تعتبر أول مهمة مأهولة يديرونها، بعكس مهامهم الأخرى التي تتركز في إدارة ومراقبة الأقمار الصناعية الإماراتية، وهو الأمر الذي يتعاملون معه بتركيز شديد لإنجاحه، من حيث طرق الإعداد للمهمة وإعداد الجداول الزمنية لإجراء التجارب المناط للمنصوري إجراؤها، واستقبال المعلومات ومتابعة نتائج الاختبارات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية.
وتابع أن «مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء يتكون من أقسام تشمل أنظمة التحكم والمراقبة الأرضية، وأنظمة التصوير والمعالجة، والنظام الهوائي الذي يتتبع حركة الأقمار الصناعية ويعطي ويستقبل الأوامر والنتائج».
تميز
تستمر حالياً أعمال إنجاز «مسبار الأمل»، استعداداً لإطلاقه في 2020، والذي سيستكشف المريخ، بينما يعمل القمر الصناعي «خليفة سات» الذي انضم إلى الأقمار الصناعية الأخرى «دبي سات1 و2»، بكفاءة عالية، ويستقبل حالياً الطلبات التجارية للصور من الجهات المختلفة، فيما يباشر مهماته الحالية بنجاح كامل، بعد أن انتهت عمليات المعايرة والمراجعة والاختبار لمكوناته، ووضعه في مراحل اختبارية للتأكد من فاعلية المهمات التي توكل إليه، ويستطيع «خليفة سات» الآن توفير كل متطلبات الجهات المحلية من الصور المتخصصة، بعد أن كان يتم الاستعانة بها من خارج الدولة، بمبالغ طائلة، فضلاً عن عدم تحديثها بشكل آني من قبل هذه الجهات.