يضطلع سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، بدور ريادي في مسيرة نهضة إمارة دبي وتميزها، ومنذ اللحظات الأولى لتوليه مهامه ومسؤولياته الوطنية، انطلق سموه بعزيمة قوية وإرادة صلبة ورؤية مستقبلية بعيدة ليشارك القيادة الرشيدة في استكمال حلقات منظومة التنمية الشاملة للبناء، ويتولى سموه الإشراف على تنفيذ ومتابعة التوجيهات العليا للقيادة الرشيدة.
وتخرج سموه في المدرسة القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونهل من معين هذه المدرسة مبادئ التميز، واستقى منها مفاتيح الوصول إلى المراكز الأولى، فحمل سموه باعتزاز فلسفة والده الناصعة في تغيير الحاضر وصناعة المستقبل، وترجمها فكراً وعملاً.
ويصادف اليوم الأول من فبراير ذكرى تولي سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية منصب نائب حاكم إمارة دبي، حيث أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، مرسوماً يقضي بتعيين سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية منصب نائب حاكم إمارة دبي اعتباراً من الأول من فبراير 2008.
دراسة
ودرس سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم في مدارس دبي، وأتم دراسته الثانوية في مدرسة راشد الخاصة للبنين، ثم تخرج بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية في دبي عام 2006، وذلك قبل أن يلتحق بالعديد من الدورات التدريبية في جامعة هارفارد العالمية المرموقة، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وجمع تحصيل سموه العلمي، ما بين المناهج والأساليب الأكاديمية المحلية، ومثيلاتها العالمية، ما أسهم في توسع أفق المعرفة، المرتبطة بالماضي والمحافظة على الموروث بكل تجاربه وخبراته، والاستماع بنفس الوقت إلى صوت الحاضر والمستقبل، ليتابع سموه مسيرة البناء والتقدم لإمارة دبي وتعزيز تنافسيتها العالمية، حيث باتت الإمارة اليوم تتصدر العديد من مؤشرات التنافسية في مجالات كثيرة.
اكتسب سموه من خلال الحضور الدائم لمجالس والده، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة المختلفة والمتنوعة في إمارة دبي، فنون القيادة والحكمة، ووضوح الرؤيا، ودأب سموه على تنمية قدراته ومعارفه من خلال التسلح بالعلم والتدريب، والتعرف إلى آخر التكنولوجيا وأكثرها تطوراً، حيث اكتسب المزيد من الخبرات التي مكنته من قيادة عدد من المؤسسات الكبرى في إمارة دبي.
رؤية
ويتمتع سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد بسمات القيادات الشابة المتفتحة الفكر المتطلعة لإحداث تطوير نوعي في مجالات العمل الاقتصادي المبني على أساس المعرفة، في إطار الالتزام بالرؤية الاستراتيجية، التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والسعي لإحداث تطوير نوعي في خطة تنمية دبي وإسهاماتها الإنسانية على المستويين الإقليمي والعالمي، وله العديد من الإسهامات الإنسانية المهمة، ومن أبرزها مساهمته ضمن فعاليات حملة دبي للعطاء التي تستهدف توفير التعليم الأساسي لأكثر من مليون طفل في الدول النامية·
مناصب قيادية
ويتولى سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم العديد من المسؤوليات الوطنية، فإضافة إلى منصبه، نائباً لحاكم دبي، يشغل سموه منصب النائب الأول لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي بموجب مرسوم أصدره صاحب السمو حاكم دبي في الرابع عشر من أغسطس من عام 2008، ويتولى سموه رئاسة كل من سلطة دبي للتطوير، ومجلس دبي القضائي، ومركز دبي المالي العالمي، واللجنة العليا للتشريعات في إمارة دبي. كما يترأس سموه مجلس الشؤون الاستراتيجية، الذي يمارس دوراً فاعلاً في تعزيز عملية صنع القرار الحكومي في دبي من خلال مناقشة المقترحات المتعلقة بإصدار التشريعات ذات العلاقة بالشؤون الاستراتيجية في الإمارة، بما في ذلك تعزيز التعاون والتنسيق فيما بين الجهات الحكومية، وبين حكومة دبي والحكومة الاتحادية.
مشروعات نوعية
تمكنت سلطة دبي للتطوير، التي حملت في وقت سابق اسم «سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام»، بتوجيهات سموه ومتابعته المستمرة، من تأسيس مجموعة من المشروعات النوعية، من أبرزها «مدينة دبي للإنترنت»، و«مدينة دبي للإعلام»، ومجمع دبي للمعرفة، الذي أسهم في تعزيز مكانة الدولة كمركز رائد للتكنولوجيا والإعلام على المستويين الإقليمي والعالمي، وأصبح أكبر تجمع تقني متخصص في المنطقة العربية.
ولعبت هذه المشاريع النوعية دوراً أساسياً في نهضة دبي الحديثة، وتمكين دبي من التقاط التحولات العالمية الكبيرة في المعلوماتية والتقنيات الرقمية والذكية، والتحول إلى مركز عالمي رئيس في هذه المجالات، يجتذب أهم المؤسسات وأكبر ممثلي الاقتصادات الجديدة. ولعبت سلطة دبي للتطوير دوراً مهماً وحاسماً في منظومة دبي الاقتصادية، ومنذ بدايتها مع «مدينة دبي للإنترنت» التي انطلقت لتكون النواة في هذا الكيان الاقتصادي الضخم الذي أصبح حالياً يضم آلاف الشركات العالمية والعربية التي رأت في دبي وفي مجمعات السلطة، المناخ الملائم للاستثمار والبيئة الداعمة للأعمال، والمقومات كافة التي تمنحها القدرة على ممارسة أعمالها على أفضل وجه ممكن، وفي مقدمة تلك المقومات الرؤية الطموحة التي تؤمن بقيمة الإبداع، وتهيئ للجميع أسباب تنميته، وتعطيهم الفرصة لإطلاق وتطوير طاقاتهم الخلاقة في إطار من القيم المهنية والاحترافية رفيعة المستوى.
لجنة عليا
كما يترأس سموه اللجنة العليا لتطوير القطاع الحكومي في إمارة دبي، ويترجم سموه رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الريادة كنموذج تنموي متفرد في مجال العمل الحكومي، من خلال الارتقاء به نحو مستويات ريادية وبما يسهم في دعم المسيرة التنموية للإمارة، ويتابع سموه خطة عمل مشروع تطوير القطاع الحكومي الموضوعة من قبل الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي بالتنسيق مع الجهات الأعضاء في اللجنة، حيث يحظى مشروع تطوير القطاع الحكومي بمتابعة وإشراف مباشر من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والمتابعة الشخصية من قبل سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم لجميع مراحل المشروع، للعمل على ضمان استدامة مسيرة السعادة والرخاء لكافة أفراد المجتمع وإحداث نقلة نوعية في عمل الجهاز الحكومي ترتكز على دوره المحوري لتحفيز ودعم القطاعات الأخرى، لتعزيز المكانة المتميزة التي وصلت إليها دبي ضمن مختلف القطاعات.
خطة عمل
ويحرص سمو نائب حاكم دبي على تحقيق مستهدفات خطة عمل اللجنة إحداث تحول جذري في الجهاز الحكومي بقطاعاته الاستراتيجية ودفعه نحو التميز والريادة وتحقيق هيكل رشيق قادر على التعاطي مع احتياجات الفرد والمجتمع وتحقيق الأهداف المرجوة منه، وتسعى اللجنة العليا لتطوير القطاع الحكومي في إمارة دبي إلى تحقيق رؤية حكومة دبي في جعلها حكومة تشاركية، رشيقة وفعالة، مسؤولة وشفافة، ومبتكرة، ومحورها الفرد والمجتمع.
متابعة
وحرص سمو الشيخ مكتوم بن محمد على تنفيذ المبادرات والقرارات التي يوجه بها والده، وترأس سموه اجتماع مجلس الشؤون الاستراتيجية، التابع للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، الذي حرص من خلاله تأكيد تنفيذ ما جاء في وثيقة 4 يناير 2020، والتي وضعها واعتمدها صاحب السمو حاكم دبي لتكون نهجاً يحدد استراتيجية العمل في إمارة دبي، وأكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم أهمية تكثيف الجهود، ومواصلة نهج التميز والإرادة والتطوير المستمر، لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة، والمحافظة على تنافسية الإمارة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي أعلن عنها ضمن الوثيقة، والخاصة بتشكيل مجلس دبي، والرامية إلى الارتقاء بمسيرة العمل الحكومي.
تجربة
شكلت صلة العمل المباشرة التي يتيحها منصب سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، فرصة الاطلاع الحثيث على التجربة، ومعايشة النهج، ومتابعة الرؤية الملهمة في تجلياتها الشاملة، ما بين النظري والعملي المتجسد على أرض الواقع، وشكلت هذه المدرسة منبعاً للفكر والحكمة وأساس للريادة وتحقيق المستحيل، وتعلّم منها أن القيادة الناجحة لا تُقاس بالعمر أو بسنوات الخبرة، بل بالإنجازات إذ قال سموه على «تويتر» عبر وسم #تعلمت_من_مدرسة_محمد_بن_راشد: «القيادة الناجحة لا تُقاس بالعمر أو بسنوات الخبرة، بل بالإنجازات، هذه فلسفة مدرسة محمد بن راشد في القيادة. اليوم لدينا آلاف القادة الشباب الذين يحملون رؤية محمد بن راشد، ويترجمونها فكراً وعملاً، ويبنون معه دبي المستقبل لتبقى الرقم واحد».
مجلس دبي ورؤية الخمسين
يشغل سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم منصب النائب الثاني لمجلس دبي الذي تم تشكيله ضمن القرارات التي تضمنتها وثيقة 4 يناير 2020 التي أصدرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتتمثل وظيفة مجلس دبي في رسم رؤية الخمسين عاماً القادمة للإمارة، ويشرف على تكوين هذه الرؤية قادة المستقبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، ويطوران أجندتها الوطنية، ويتأكدان من توفير الحياة الأفضل لمواطنيها وزائريها وساكنيها، وتهدف هذه المنظومة إلى صناعة تحولات جديدة، والتغلب على تحديات مستجدة، وتجديد الدماء، وضمان مستقبل أفضل للأبناء والأجيال القادمة والسعي لترك لهم المدينة الأفضل عالمياً للحياة.
ومثل اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لسمو الشيخ مكتوم بن محمد تكليفاً حكيماً لنماذج مشرفة أثبتت قدرتها على القيادة والتوجيه واستلهام الرؤية الثاقبة والاعتماد على جيل الشباب باعتبارهم قادة المستقبل، لحمل شعلة العطاء والقيام بدورهم في مسيرة التنمية.
وشكر سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على «تويتر» صاحب السمو نائب رئيس الدولة، وقال سموه: «أشكر والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على ثقته الغالية، لتعييني نائباً ثانياً لمجلس دبي، وأسأل الله أن يوفقني أنا وأخي سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، في رسم رؤية دبي للخمسين عاماً القادمة، وقيادة التحولات المستقبلية للإمارة، من خلال المسارات التنموية الستة التي حددها سموه».
المصدر: البيان
تاريخ نشر الخبر: 1 فبراير 2021