الاحد 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 أكتوبر 2002 بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع تنظم هيئة دبي للاستثمار والتطوير تظاهرة استثمارية عالمية هي «المنتدى الدولي للاستثمار» تهدف إلى جمع الجهات الحكومية المعنية بالاستثمار وكبار المستثمرين ورجال الاعمال والرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى ونخبة من الخبراء والمختصين والاقتصاديين والاكاديميين في المنطقة والعالم لمناقشة واقع ومستقبل الاستثمار في المنطقة والعالم في ضوء التوجهات الجديدة التي افرزها الاقتصاد العالمي الجديد. جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده كل من محمد القرقاوي رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للاستثمار والتطوير وسعيد المنتفق المدير العام للهيئة اعلن فيه محمد القرقاوي ان الهيئة وبتوجيهات مباشرة من سمو ولي عهد دبي قررت الاعداد
لتنظيم حدث كبير هو الاول من نوعه في المنطقة يعني بالاستثمار سيطلق عليه اسم «المنتدى الدولي للاستثمار» وذلك خلال الفترة من 3 حتى 5 مايو المقبل. واضاف قائلا: ان «المنتدى الدولي للاستثمار» سينضم إلى اجندة الاحداث الاقتصادية الكبرى في الدولة لانها ستجمع نخبة من كبار المسئولين والمختصين ورجال الاعمال لمناقشة قضية هامة تتعلق بالاستثمار على مستوى المنطقة والعالم، مشيرا إلى ان التظاهرة الجديدة سيتم ربطها بمؤسسات دولية كبرى مختصة بالاستثمار حيث بدأت الهيئة اتصالات واسعة مع هيئات وجمعيات دولية رئيسية من اجل وضع تفاصيل برنامج عمل المنتدى وتحديد قائمة المتحدثين والترويج له في المحافل الدولية والاقليمية. ومن بين الجهات التي ستتعاون معها الهيئة لتنظيم المنتدى: الجمعية العالمية لوكالات ترويج الاستثمار WAIPA ومنظمة التنمية الصناعية التابعة للامم المتحدة UNIDO، بالاضافة إلى المؤسسات الاقليمية والعربية العاملة في هذا الجانب. واشار القرقاوي إلى انه وللمرة الاولى على مستوى المنطقة سيتاح للدول المختلفة والشركات الكبرى عرض تجاربها وطرح تفاصيل الفرص الاستثمارية والمشاريع الجديدة التي تعتزم تنفيذها بالتعاون مع شركاء اجانب خلال اعمال القمة الدولية، حيث سيتم تنظيم معرض متخصص بالاستثمارات بالتزامن مع اعمال المنتدى، وذلك بحيث يتاح للمشاركين فرصة الاطلاع والتباحث ميدانيا حول فرص استثمارية محددة مع الجهات المعنية بطرحها. ومن المقرر ان يناقش المنتدى في جلساته المختلفة على مدار ثلاثة ايام قضايا عدة تواكب المتغيرات الاقتصادية والمالية والتقنية السريعة التي يشهدها العالم ومن بينها العالم الجديد، والآفاق الجديدة، والأسس الجديدة.
وقال القرقاوي: المقصود هنا بالعالم الجديد، البحث بـ «ظاهرة العولمة» وافرازات النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي تتحكم به منافسة قاسية لاستقطاب رؤوس الاموال، وتتسع فيه الهوة بين الدول المتطورة والدول النامية. أما الآفاق الجديدة، فيقصد بها المناطق التي تشهد اسواقها نموا متسارعا ومن بينها منطقتنا الخليجية والعربية وشبه القارة الهندية ووسط آسيا وشمال افريقيا، بالاضافة إلى مناطق أميركا اللاتينية ودول شرق أوروبا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.
وبالنسبة للاسس الجديدة، فيركز هذا المحور على القضايا التي لم يعد من الجائز تجاهلها والمتعلقة بالاجراءات والمعايير الواجب اتباعها لتحرير الاقتصاد وتحقيق النمو واستقطاب الاستثمارات وبلورة خطط مستقبلية مشتركة. وسيتولى المنتدى الدولي للاستثمار ايضا مناقشة آفاق ومزايا الاستثمار وانعكاساته المباشرة والبعيدة المدى على اقتصاد المنطقة إلى جانب قضايا اخرى مثل نشر المعرفة وفرص العمل والانتاجية، والمبادرات الهادفة لايجاد وتطوير فرص الاستثمار في المنطقة وتحسين المناخ العام للاستثمار. وشدد رئيس ادارة هيئة دبي للاستثمار والتطوير على ان الهدف الاساسي من عقد المنتدى الدولي للاستثمار هو اطلاع العالم على الفرص الاستثمارية التي توفرها المنطقة، والاطلاع في الوقت ذاته على تجارب العالم في تعامله مع قضايا الاستثمار، وفتح حوار هاديء ومسئول بين الجهات المعنية بهذا الملف الحيوي الذي اصبح يتصدر اهتمامات دول العالم بغض النظر عن توجهاتها وسياساتها الاستثمارية. وتسعى هيئة دبي للاستثمار والتطوير من وراء تنظيم المنتدى إلى فتح قنوات جديدة للترويج للمنطقة امام المستثمرين في العالم خاصة وان المنطقة العربية تعتبر من بين اقل مناطق العالم استقطابا للاستثمارات الاجنبية. ويظهر تقرير الاستثمار الدولي لعام 2002 الذي تصدره أمانة مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية «انكتاد» انه على الرغم من ضخامة مبالغ الاستثمارات الاجنبية المباشرة الواردة إلى الدول العربية في العام الماضي والتي بلغت خمسة مليارات و900 مليون دولار، إلا ان تلك الارقام تبقى متواضعة جدا ولا ترقى إلى مستوى واحد في المئة من اجمالي التدفقات الاستثمارية المباشرة في العالم. ويشير التقرير إلى ان القيمة الاجمالية للاستثمارات السنوية الاجنبية المباشرة حول العالم بلغت في العام 2001 الماضي 735 مليار دولار، استحوذت الدول النامية منها على 204 مليارات دولار، وهو ما يجعل حصة الدول العربية تقل عن ثلاثة في المئة من اجمالي ما تدفق على العالم النامي.
وقال القرقاوي: امام هذه المعطيات لابد لمنطقتنا الخليجية والعربية من التحرك السريع لاغتنام الفرص التي يولدها الانفتاح العالمي على الاستثمارات، فالمنطقة العربية لديها امكانات كبيرة، وهي منطقة حيوية للعالم بامتلاكها اكبر احتياطات النفط والغاز في العالم، ولديها كثافة سكانية يتجاوز عددها 250 مليون نسمة. وقال القرقاوي ان المنتدى سيلقي الضوء على فرص الاستثمار في المنطقة ككل، فالمنطقة يتوافر فيها مشروعات ضخمة قائمة واخرى مستقبلية تحتاج إلى الترويج لها في مثل هذا المنتدى الذي سيشتمل على معرض مصاحب له لعرض هذه المشاريع والفرص الاستثمارية. وقال سعيد المنتفق ان هذا المنتدى يختلف عن غيره من المؤتمرات التي عقدت في دبي والمنطقة كونه يركز اساسا على الاستثمار من ناحية الفرص المتاحة وتشريعاته وعراقيله، وقال سيكون هذا المنتدى اما سنويا أو يعقد بشكل دوري ولم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن. وقال ان معدلات الاستثمار في المنطقة تعد ضئيلة مقارنة بالكم الكبير لرؤوس الاموال التي يملكها المستثمرون بالمنطقة ويؤكد ان هناك عراقيل أو نقاط ضعف تحول دون انطلاقتها وهو ما سيبحثه المنتدى. وقال محمد القرقاوي بان هيئة دبي للاستثمار ستطلق خلال الاسابيع المقبلة عدة مبادرات ومشاريع جديدة يتم الاعداد لها حاليا مشيرا إلى ان الهيئة قامت خلال الـ 4 اشهر الماضية بتشكيل فريق عمل على درجة عالية من الكفاءة. واشار إلى ان رؤوس الاموال الضخمة بالمنطقة في حاجة إلى ايجاد فرص استثمارية حقيقية وسط مناخ يساعدها على هذا ويتيح لها فرص النجاح، وقال ستكون هناك آليات في المنتدى لخلق نوع من الجدية والعائد على المشاركين فيه. كتب وجيه عبدالعاطي:
المصدر: البيان
التاريخ: 27 أكتوبر 2002