أكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، أن بوادر مرحلة ما بعد جائحة كورونا لن تلوح في الأفق في وقت قريب، والفيروس سيبقى معنا لعدة سنوات، وسنحتاج إلى تطعيم سكان العالم، ووفقاً للمعلومات المتوفرة فقد تم إعطاء أكثر من 63 مليون جرعة مطعوم في 56 دولة، وفي دولة الإمارات حصل 25% من السكان على اللقاح حتى الآن، وتشير التقديرات إلى أن العدد المتوقع للأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح بحلول عام 2022 سيبلغ 3.7 مليارات شخص.
وأوضح أن حكومات العالم تواجه تحديات جديدة تستدعي إعادة تشكيل المفاهيم وتصميم نماذج أعمال مختلفة تعزز الجاهزية للمستقبل، مشيراً إلى أن آثار جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، فرضت على الحكومات تبني ممارسات ومقاربات دفعت باتجاه ترسيخ منهجية مستقبلية وتسريع تطبيق حلول مبتكرة لمواجهة التحديات.
وقال معالي محمد القرقاوي – خلال مشاركته في جلسة «ترسيخ مبادئ وممارسات الرأسمالية الاجتماعية» ضمن محور «قيادة التحول والنمو الصناعي المسؤول»، ضمن مشاركة حكومة دولة الإمارات في فعاليات «أجندة دافوس 2021»، التي يُنظمها المنتدى الاقتصادي العالمي في الفترة من 25 حتى 29 يناير، تحت شعار «عام مفصلي لإعادة بناء الثقة»، إن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تركز على ترسيخ الشراكات العالمية ودعم الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجه مسيرة التنمية العالمية الشاملة، ما يسهم في صناعة مستقبل أفضل.
افتتح الجلسة البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، وشارك فيها أناند ماهندرا رئيس مجموعة ماهندرا في الهند، وإلهام قدري الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة اللجنة التنفيذية لشركة «سولفاي» البلجيكية، وأدارها جون ديفتيريوس الإعلامي في قناة «سي إن إن».
وأشار معالي محمد القرقاوي، إلى أن تركيز المنتدى الاقتصادي العالمي في أجندة دافوس 2021، على إعادة بناء الثقة عالمياً، يعكس أهمية العمل الدولي المشترك لتمكين الحكومات من تعزيز جاهزيتها وقدرتها لاتخاذ قرارات وتطوير حلول أكثر فاعلية واستدامة، تستبق المتغيرات وتنعكس إيجاباً على مسيرة التنمية العالمية.
مؤكداً أن الشراكة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تهدف إلى صياغة رؤى وأفكار جديدة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وتعزيز مرونة الحكومات وتطوير منظومة الفرص المستقبلية بالاستفادة من الحلول المبتكرة وأدوات الثورة الصناعية الرابعة.
«كورونا».. موجات متتابعة
وتطرق معالي محمد القرقاوي في كلمته إلى الجهود الحكومية في إدارة الوباء عالمياً خلال 11 شهراً مضت، مشيراً إلى أن تحدي كورونا ما زال متواصلاً على شكل أمواج متتالية تضرب العالم.
لافتاً إلى أنه منذ عام بالضبط في الشهور الأولى لتفشي الفيروس، بلغ إجمالي الإصابات 2014 إصابة و52 حالة وفاة، فيما وصل حالياً (خلال عام) إلى نحو 100 مليون إصابة، ومليوني وفاة، ما يعني أن سرعة انتشار الفيروس بلغت خلال عام واحد فقط 4 ملايين ضعف.
ولفت معالي محمد القرقاوي إلى أن الحكومات حول العالم أنفقت أكثر من 12 تريليون دولار منذ مارس 2020، على شكل حزم تحفيز ودعم مالي لحماية الشركات والأسر والفئات الاجتماعية الأقل حظاً.
مؤكداً أنه مع استمرار الجائحة، فإن على الحكومات ضمان استمرارية الأعمال، وتحقيق التعافي الاقتصادي السريع، وتبني التكنولوجيا، واعتماد نماذج حكومية رشيقة أكثر مرونة، واعتماد الحلول الرقمية في صميم آليات العمل الحكومي، في ظل بلوغ حجم الاقتصاد الرقمي العالمي 11.5 تريليون دولار حالياً.
5 توجهات رئيسية
وأضاف القرقاوي: «نجتمع اليوم من خلال منصة افتراضية، ومعيارنا الجديد، أننا لن نعود إلى الحياة التي كنا نعرفها، يجب أن نتأقلم مع العالم الهجين، ونتعايش مع الفيروس، وعلى الحكومات أن تلعب دوراً أكبر في الاهتمام بالفئات الأقل حظاً، في ظل ما سيشهده المستقبل من اتساع الفجوة بين الفئات المجتمعية، ما يؤكد أهمية تبني سياسة «لا أحد يُترك وراء الركب» التي تم تبنيها سابقاً لتعزيز الفرص المتساوية في التعليم، والآن نحن بحاجة إليها في توزيع عادل وشامل للقاح».
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، إن العالم يشهد تحولات عديدة، تتركز في خمسة توجهات رئيسية تنعكس على مستقبل الحكومات، هي: انحسار العولمة وتوجه الدول نحو الاهتمام بالشأن الداخلي، وزيادة الثقة بالحكومات، وتطوير بيانات وطنية لضمان السيادة الوطنية، وتصميم نموذج جديد للحوكمة ، إضافة إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص التي لم تعد ترفاً فكرياً في استعداد الحكومات للمستقبل.
الرأسمالية الاجتماعية
وأكد البروفيسور كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي أن فلسفة قطاع الأعمال تشهد تغييراً من نموذج رأسمالية المساهمين إلى نموذج الرأسمالية الاجتماعية، مدفوعة بما أحدثته جائحة فيروس كورونا المستجد من آثار على مستوى العالم، لتركز على الآثار المناخية، والإنسانية على المجتمعات.
وأكد أن الأحداث العالمية تسهم في تسريع تبني «الاستثمار المؤثر» لدى الشركات، الهادف لإحداث تأثير اجتماعي وبيئي، والمحافظة على الفوائد المالية المكتسبة للشركات، بما يسهم في تعزيز مشاركتها في معالجة التحديات المجتمعية المستقبلية، وقال: «نرى العديد من الشركات العالمية تتبنى أهداف التنمية المستدامة 2030 في استراتيجياتها وسياساتها».
تصميم عالم ما بعد «كوفيد 19»
وتطرقت الجلسة إلى دور الحكومات والجهات التشريعية في دعم التنمية الاقتصادية، وأهمية مساهمة الحكومات في تصميم عالم ما بعد «كوفيد 19»، وسبل التنسيق مع المستثمرين وقطاع الأعمال ومختلف شرائح المجتمع في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، وضرورة الاعتماد على مجموعة مشتركة من المعايير والمؤشرات الخاصة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
1500 قيادي
ويشارك في فعاليات أجندة دافوس 2021 التي تنظم افتراضياً عن بعد، أكثر من 1500 من أبرز قادة العالم والمسؤولين والخبراء من قادة قطاع الأعمال والحكومات والمجتمع المدني، من أكثر من 70 دولة.
كما يشارك في أعمال المنتدى أكثر من عشرة آلاف من القادة الشباب من ممثلي المؤسسات والمجتمعات المدنية وأكثر من 1000 من قادة القطاع الخاص في أجندة دافوس، بما في ذلك أعضاء وشركاء المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى جانب أكثر من 500 من الرؤساء التنفيذيين لأبرز الشركات في العالم.
مشاركة فاعلة
يشارك في فعاليات «أجندة دافوس 2021»، عدد من الوزراء في حكومة دولة الإمارات، وتتحدث معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع في جلسة بعنوان «تعزيز المحتوى الرقمي الآمن».
فيما يشارك معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد في جلسة بعنوان «تطبيق مبادئ الرأسمالية الاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، ويتحدث معالي عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، في جلسة بعنوان «توظيف البيانات في تصميم المجتمعات».
التاريخ: 27 يناير 2021
المصدر: دبي – البيان