تاريخ نشر الخبر الأصلي: 14 أبريل 1999
افتتح في دبي صباح امس فعاليات المؤتمر السنوي الخامس لمجلس مراكز التسوق في الشرق الاوسط والذي تم الاعلان عنه في دبي عام 93 . اكد المؤتمر على التحدي الذي تواجهه صناعة مراكز للتسوق في المنطقة في ظل التطورات الاقتصادية والمتغيرات الدولية والاقليمية واشار الحاضرون الى اهمية العمل على بروز مراكز متطورة وحديثة لمواكبة المستجدات العالمية. واستعرض محمد القرقاوي مساعد المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية ومنسق عام مهرجان التسوق تجربة دبي في تنظيم المهرجان مؤكدا على ان دور الحكومة هو خلق افكار فعالة للقطاع الخاص وليس فقط في وضع التشريعات والقوانين .
وقال ان العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص في دبي علاقة تعاون وتنسيق وتشاور مستمر واثبت ذلك العمل في الدورات السابقة لمهرجان التسوق والدورة الحالية. واسفر ذلك عن انشاء العديد من المجموعات التجارية مثل مجموعة مراكز التسوق ومجموعة الذهب والمجوهرات والاقمشة. وقال ان النجاح الذي حققه المهرجان دفع دولا في المنطقة الى تنظيم فعاليات مشابهة مثل مهرجان التسوق في مصر ولبنان والكويت مشيرا الى ان النجاح توافرت له عوامل كثيرة اهمها العمل بروح الفريق الواحد وتوفير بيئة العمل الملائمة للجميع للابداع والتفوق. واوضح القرقاوي ان مراكز التسوق مطالبة في الفترة الحالية المقبلة بطرح افكار جديدة للتطوير وخلق علاقة حميمة مع الزوار والمتسوقين لاننا نهدف ونعمل من اجل ان تكون دبي مدينة مراكز التسوق في المنطقة من جنوب افريقيا وحتى الهند والمغرب وهذا طموح نسعى اليه ولذلك لابد من زيادة مراكز التسوق على احدث النظم العالمية. وحول عدد زائري المهرجان العام الحالي قال ان هناك زيادة 20% عن العام السابق مشير الى ان بعض مراكز التسوق بلغ عدد زوارها يوميا 30 الف زائر. واشار في ورقته امام المؤتمر ان عدد زوار مهرجان التسوق 96 بلغ مليونا وربع المليون زائر في 43 يوما وزار مهرجان 97 نحو 6.1 مليون زائر في 31 يوما و2.2 مليون زائر في مهرجان 98 في 31 يوما, وحقق قطاع مبيعات التجزئة في المهرجان الاول 730 مليون دولار.
وفي مهرجان 97 حقق هذا القطاع مبيعات بـ 900 مليون دولار وفي مهرجان التسوق 98 بلغ حجم المبيعات مليار دولار باجمالي مبيعات خلال الاعوام الثلاثة الماضية 630.2 مليار دولار و4.5 مليون زائر, مؤكدا ان المهرجان الحالي لم يتأثر بالركود الاقتصادي في العالم والمنطقة وانخفاض اسعار البترول وان التوقعات حتى الآن تشير الى ارتفاع عدد الزوار للمهرجان وارتفاع المبيعات. واوضح القرقاوي ان مهرجان دبي للتسوق شجع ثقافة التسوق واصبح المتسوقون اكثر طلبا على التنوع والجودة هي مفتاح الخدمة الجيدة. وقال ان قواعد اتفاقية منظمة التجارة العالمية ستدفع الى نمو السوق بشكل اكثر تطورا وتعقيدا وضرورة توحيد الجهود بين تجار التجزئة ومراكز التسوق من اجل التسويق المشترك والاستمرار في التحسين والتطور. واختتم محمد القرقاوي ورقته بكلمة للفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع يقول فيها (في السباق من اجل التميز والتفوق ليس هناك خط للنهاية) .
تنافس
وتحت عنوان (نظرة على الماضي والحاضر والمستقبل لمراكز التسوق في الشرق الاوسط) قال عبدالعزيز الغرير رئيس مركز الغرير ان الاسواق في دبي والمنطقة تطورت من السوق التقليدية الى مراكز التسوق الحديثة واشار الى تجربة الغرير منذ 20 سنة والتحديات التي وجهته لتغيير السلوك والعادات وتقديم نمط جديد من التسوق ثم بدأت ظاهرة مراكز التسوق عام 85 واكتسبت قوة دفع كبيرة بداية من عام 90. واوضح ان قطاع مراكز التسوق وصل الى مرحلة تتطلب وقفة نظرا لازدياد المنافسة التي ادت الى ارتفاع المستوى والخدمة إلا ان ذلك يدعوها الى تطوير نفسها تسويقيا حتى تصبح علامات تجارية مشيرا الى ان هذه بعض المشاكل التي تواجهها حاليا قبل تراجع المبيعات وهوامش التجزئة وهو ما يدفعها الى خلق افكار جديدة لربط المستهلكين واتخاذ عدة خطوات منها الترشيد والترابط. وقال ان هناك بعض السلبيات في عمل مراكز التسوق وهي الاعتماد على نظام التخفيضات والحملات الترويجية ففي رأيي ان المحلات لو اعتمدت على البيع بأسعار مخفضة طوال 6 شهور فلن تستمر فالعروض يجب ان تقدم على بضاعة قديمة ومقاسات واحدة, اما اجراء تنزيلات طوال 6 شهور في السنة فهذا الاسلوب غير ناجح, يعتبر سريعا ولكن غير استراتيجي. وقال ان زيادة عدد السكان والسياح في المرحلة المقبلة يستدعى زيادة في عددا لمراكز مشيرا الى ان المراكز استقطبت عددا كبيرا من متسوقي الشوارع. لكن اذا اديرت الشوارع بشكل منظم من قبل هيئات محلية كمركز تسوق مفتوح مثل شارع الرقة فسوف تكون هناك منافسة.
وحول زيادة الايجارات داخل المراكز قال الغرير ان هناك معادلة بين المبيعات والايجار فنجاح مركز التسوق يعني انه يدار بطريقة جيدة ومن حق المالك زيادة الايجار والثاني من حق صاحب المحل ان يخرج من المركز. وطالب الغرير بضرورة اعداد استراتيجيات جديدة للمراكز تتماشى مع التطورات العالمية حيث التراجع الاقتصادي وانخفاض اسعار النفط. واعلن عبدالعزيز الغرير ان هناك عروضا لمركز الغرير لادارة بعض مراكز التسوق في منطقة الخليج وان هناك تفكيرا في الاستثمارات المباشرة في هذا المجال قريبا في دول المنطقة. اعداد الاستراتيجيات ويشير ماجد الغرير الى ان المراكز التجارية الحقيقية في دبي تنحصر في مراكز سيتي سنتر والغرير وبرجمان ووافي والبستان وحمر عين وبالتالي لانستطيع القول بان هناك زيادة في عددها وقال ان المطلوب في المرحلة الحالية ان يبحث اصحاب المحلات مع ملاك المراكز كيفية اعداد استراتيجيات جديدة تتماشى مع المتغيرات, والمؤتمر الحالي يمكن من خلاله مناقشة وضع استراتيجيات جديدة لمراكز التسوق في المنطقة في ضوء التباطؤ الاقتصادي في العالم.
وحول التوسعات في مركز برجمان قال ان التوسعة الجديدة حتى عام 2001 ستجعل المركز شاملا ومتكاملا من حيث التسوق والترفيه فسوف تضم حوالي 14 صالة سينما وتسعى حاليا لجذب اسماء عالية كبيرة للمركز مثل ماركسى اند سبنسر. ثقافة التسوق وقال ايان توماس رئيس شركة توماس للاستشارات كندا ان العولمة حدثت ايضا في صناعة مراكز التسوق بسبب الزيادة في توظيف تجارة التجزئة العالية والتي اتاحت امام المتسوقين فرصة التنوع في الاسعار, وتغيير الاقتصاد العالمي نتيجة النمو في حجم الاستهلاك في الدول النامية وبروز قطاع التجزئة بشكل كبير، واصبح التسوق ثقافة في المفهوم العالمي. وقال مسعد السعيد رئيس شركة الخزامي ــ السعودية ــ ان التحديات في بيئة التجزئة تتمثل في الاستشارات الاجنبية وسوق التجزئة ودخول مراكز التسوق الى السوق وتوجهات تكنولوجيا المعلومات. ويرى المهندس عثمان احمد السليمان مدير عام المركز المعماري بالسعودية ان التطور في مفهوم مراكز التسوق انعكس على تصميمات المراكز فقد اختلفت التصميمات بشكل كبير في العشرين عاما الاخيرة واختلفت مواد وطرق البناء واصبح التصميم يراعي تحول المراكز الى مدينة متكاملة للتسوق والترفيه تحت سقف واحد ويقول ان انخفاض اسعار النفط والركود الاقتصادي كان له تأثيرات على مشاريع لانشاء مراكز تسوق في المنطقة وبدأت تؤجل مشاريعها.
من جانبه قال عيسى ادم رئيس مجموعة مراكز التسوق في دبي ومدير مركز برجمان ان المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات وجلب متحدثين على مستوى عال في هذا التخصص من اجل النهوض بمراكز التسوق في المنطقة ودبي ومنافسة المراكز المتقدمة في العالم مؤكدا اننا مازلنا في حاجة الى مزيد من المراكز التجارية لكن بشكل حديث ومتطور لكي نحافظ على ريادة دبي في مراكز التسوق ولذلك لابد من الاعداد لاستراتيجيات على المدى الطويل للنظر الى الخدمة والجودة. ويقول جاسر بهجت مدير التسويق في شركة الاهلي للتنمية العقارية ــ مصر ــ ان مراكز التسوق في مصر بدأت تأخذ نهج مراكز التسوق في دبي فهناك حاليا 80 مركز تسوق في القاهرة تحتاج الى تطوير كبير مشيرا الى ان الشركة حاليا تنشىء مشروعا ضخما على مساحة 10 آلاف متر مربع عبارة عن مركز تسوق ومبان سكنية وتجارية بالاضافة الى مراكز الترفيه داخل المشروع ومن المقرر الانتهاء منه في اكتوبر 99 وتبلغ تكلفته 575 مليون جنيه مصري مشيرا الى ان العديد من المحلات العالمية في دبي مثل تويز آر اص والسعودية مثل الهاباشات ستبدأ نشاطها داخل المركز عند افتتاحه ويضم المشروع 80 وحدة سكنية و500 محل تجاري. كتب ـ عادل السنهوري