مبادرات تنموية

محمد بن راشـد: الترجمة أسـاس النـهضة وباب لاستيعاب المعارف والعلوم

Dec 14, 2020

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الترجمة أساس من أسس النهضة وتفتح الأبواب لاستيعاب كل أنواع المعارف والعلوم.
جاء ذلك لدى متابعة سموه يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي نائب رئيس مجلس أمناء مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المراحل التي قطعها «تحدي الترجمة» المندرج ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي حتى الآن.

وتم الانتهاء من ترجمة 1500 فيديو تعليمي من أصل 5000 فيديو بمعدل 3 ملايين كلمة من أصل 11 مليون كلمة من خلال أكثر من 300 متطوع يعملون بشكل يومي لإنجاز المشروع.

وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم انطلاق مرحلة موافقة المحتوى المنتج مع المناهج التعليمية، إلى جانب انطلاق مجموعات الدراسة للتأكد من جودة الفيديوهات المنتجة قبل إطلاق المشروع في سبتمبر القادم. حيث زار سموه «مصنع الترجمة» وتابع مراحل العمل بدءاً من اختيار الفيديوهات وترجمة محتواها وتدقيقها، وانتهاءً بتركيب النصوص المترجمة صوتياً على الفيديوهات بعد إنتاجها بالكامل. كما اطلع سموه على خطة عمل المشروع في الفترة اللاحقة بما يتوافق مع المستهدف الرئيس والمتمثل في إنتاج 5000 فيديو تعليمي خلال عام تكون متوفرة مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي في مختلف أنحاء العالم.

محاكاة علمية

ويعتبر «مصنع الترجمة» محاكاة عملية لترجمة وإعداد وإنتاج عدد من الفيديوهات التعليمية العالمية إلى العربية وفق آلية العمل المعتمدة لـ«تحدي الترجمة» التحدي الأشمل عربياً لتعريب محتوى تعليمي متميز من نوعه في مواد العلوم والرياضيات.

وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مراحل إنتاج الفيديوهات التعليمية عبر منصات العمل المختلفة في «مصنع الترجمة»، كما شارك في إحدى مراحل الإنتاج من خلال قيامه بتسجيل صوته كمعلق على نص معرب لفيديو تعليمي، وكذلك شارك سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم بتسجيل فيديو تعليمي آخر خلال زيارته لمصنع الترجمة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «سعيد بالطاقة والحماسة لدى المتطوعين في تحدي الترجمة، ولدينا فريق واحد من آلاف المتطوعين لبدء مرحلة جديدة في مسيرة التعليم العربية»، وأضاف سموه: «طلابنا بحاجة لمحتوى تعليمي متقدم، ومشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني سيكون المنصة الأكبر عربياً للمحتوى التعليمي».

وأشار سموه إلى أن الرياضيات والعلوم في المدارس العربية مفتاح لاستئناف الحضارة العربية، موضحاً: «نحن بحاجة لدعم مواد العلوم والرياضيات في مدارسنا، وتشجيع طلابنا على دراستها، لبناء جيل من العلماء والباحثين والمفكرين العرب»، مضيفاً سموه: «التعليم الإلكتروني سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في وطننا العربي».

ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في حسابه عبر «تويتر»: «تابعت اليوم مراحل الإنجاز في مشروع تحدي الترجمة الذي يهدف لتعريب وإنتاج 5000 فيديو تعليمي لكافة مراحل التعليم وتوفيرها مجاناً لكافة الطلاب العرب، وذلك بمشاركة متطوعين من 15 دولة عربية».

وأضاف سموه: «تطوعت بتسجيل درس تعليمي ضمن التحدي، وهدفنا توفير 5000 حصة في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم. الرياضيات والعلوم في المدارس العربية مفتاح لاستئناف الحضارة العربية. الترجمة أساس من أسس النهضة وتفتح الأبواب لاستيعاب كل أنواع المعارف والعلوم، والتعليم الإلكتروني سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في وطننا العربي».

ورافق سموه خلال الزيارة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وعدد من معالي الوزراء.

وشهد «مصنع الترجمة» الذي أقيم في دبي تقديم عرض حي ومتكامل على مدار يوم عمل كامل لجميع مراحل ترجمة ومراجعة وتسجيل الصوت وتصميم وإنتاج الفيديوهات التعليمية ضمن «تحدي الترجمة»، وفق أطر العمل المتفق عليها، وذلك بمشاركة مجموعة من المتطوعين من مترجمين ومدققين لغويين ومشرفين علميين ومصممين إبداعيين ومعلقين من المسجلين في التحدي التعليمي المتخصص، والذين جاءوا من مختلف الدول العربية للمشاركة في ورشة الإنتاج العملية في «مصنع الترجمة».

وشارك في «مصنع الترجمة» طلاب من مدارس الدولة يمثلون مراحل دراسية مختلفة، حيث تابعوا مع أساتذتهم عملية تعريب وإنتاج الفيديوهات قبل أن يشاهدوا ويقيموا في النهاية الفيديوهات المنتجة.

منصات

وشمل «مصنع الترجمة» عدة منصات عمل أشبه بخطوط إنتاج منظمة تم فيها العمل على الفيديوهات ضمن إطار هيكلي واضح ومنظم مع تقسيم العمل إلى مراحل وتوزيعه على مختلف منصات العمل المحددة لذلك.

وبدأت العملية باختيار الفيديوهات العلمية المقررة من أحدث المناهج العالمية ضمن مراحل دراسية متنوعة، قبل أن يتم تفريغ محتواها كنصوص مكتوبة، ومن ثم ترجمة هذه النصوص العلمية من اللغة الإنجليزية إلى العربية في منصة الترجمة مع مراجعتها وتدقيقها معلوماتياً ولغوياً تحت إشراف معلمين ومحررين مختصين، ومطابقة هذه النصوص مع المناهج العلمية المعتمدة، ومن ثم دمج المادة المعربة من خلال التعليق الصوتي على الفيديو المعني بعد إنتاجه، وتوفير المواد البصرية الغرافيكية والفنية كافة المعززة ليتم عرضها أخيراً على مجموعة من طلبة المدارس في الإمارات يمثلون المراحل الدراسية من الصف الـ 7 وحتى الصف الـ 12 لتقييمها من حيث المضمون والشكل والتصميم إلى جانب دقة المحتوى ووضوح طرح المادة التعليمية وشكلها من حيث كفاءة العناصر البصرية المرفقة في الفيديو تمهيداً لأخذ تقييماتهم وملاحظاتهم بعين الاعتبار.

مراحل

وتنقّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بين منصات العمل المختلفة في «مصنع الترجمة» مستعرضاً مراحل إنتاج الفيديوهات في كل منصة من منصات العمل التي شملت منصة الترجمة ومنصة التعليق الصوتي ومنصة إنتاج الفيديوهات التعليمية ومنصة التقييم والجودة، مستمعاً سموه إلى شرح مفصل عن خطوات تنفيذ كل مرحلة لينضم سموه في النهاية إلى فريق المتطوعين في التحدي عبر قيامه بالتعليق بصوته على محتوى أحد الفيديوهات التعليمية المعربة جنباً إلى جنب مع فريق المعلقين والمترجمين والمدققين والمراجعين المشاركين في ورشة الإنتاج الضخمة متعددة المراحل، وشدد سموه على قيمة العمل التطوعي الموجه لتوفير محتوى تعليمي متميز متاح لكل طالب علم.

مبادرات

ويندرج مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني، الذي أطلق في سبتمبر من العام 2017 بدعم من شركة نخيل العقارية، تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

ويشكل «تحدي الترجمة» باكورة مبادرات وبرامج مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، الذي يسعى إلى تعزيز موقع دولة الإمارات كإحدى أبرز دول المنطقة في توفير بيئة علمية وتعليمية متطورة والعمل من خلال مبادراته وبرامجه على تطوير منظومة التعليم العربية في شتى المجالات والارتقاء بالتحصيل العلمي للطلبة العرب وفتح المجال أمامهم للاطلاع على ما تقدمه أحدث المناهج العالمية على نحو يسلحهم بأدوات العصر الحديث كي يمارسوا دورهم في بناء مجتمعاتهم، والمساهمة في الدفع بالمسيرة النهضوية في عالمنا العربي.

ويعد «تحدي الترجمة» أضخم تحد متخصص من نوعه يسعى إلى توفير محتوى تعليمي متميز في مواد الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء والأحياء للطلبة العرب من مختلف المراحل الدراسية عبر ترجمة مجموعة من الفيديوهات التعليمية من «أكاديمية خان» العالمية المشهود لها بمحتواها النوعي، والتي توفر عبر موقعها فيديوهات تعليمية تغطي مساقات ومناهج متعددة بـ 36 لغة يستفيد منها ملايين الطلبة والمعلمين حول العالم.

مجانية

وبحسب الاستراتيجية المعتمدة لـ«تحدي الترجمة» سيتم خلال عام من إطلاق التحدي توفير 5000 فيديو تعليمي باللغة العربية في مواد العلوم في شتى المجالات والرياضيات تغطي مساقات ومناهج من رياض الأطفال وحتى الصف الـ 12 بحيث تكون هذه الفيديوهات التعليمية متوفرة مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي، علماً بأنه سيتم بثها عبر منصة خاصة ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي. وتم اختيار هذه الفيديوهات بما يتواءم مع الاحتياجات التعليمية الملحة في الوطن العربي تحت إشراف خبراء ومعلمين وموجهين وتربويين مختصين، مع التركيز على الفيديوهات التعليمية للمراحل التأسيسية لتمكين الطلبة في مواد العلوم والرياضيات منذ البداية على نحو يساعدهم على وضع الأسس التي يمكن البناء عليها في مراحل لاحقة.

كما تم وضع خطة عمل منهجية لتعريب وإنتاج الفيديوهات في مختلف المساقات بناء على جدول زمني محدد من خلال تشكيل عدة فرق عمل في الوقت نفسه تعمل بصورة متوازية تحت مظلة تنسيقية أكبر بإشراف فريق «تحدي الترجمة» ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي.

تفاعل

أكد علي راشد لوتاه، رئيس مجلس إدارة «نخيل العقارية» أن «مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني» يلتقي في رؤيته مع رؤية «نخيل» في ما يتعلق بالسعي إلى صنع التغيير الإيجابي والعمل من أجل الارتقاء بواقع الحياة في المجتمعات في شتى المناحي، حيث قال: «بالتأكيد يعدّ النهوض بالتعليم أساس التغيير المفصلي في أي مجتمع، وأساس بناء اقتصادات معرفة تشكل الأساس الراسخ في دول المستقبل».

وأشار لوتاه في هذا الخصوص إلى أن هذا المشروع النهضوي يهدف إلى تطوير منظومة التعليم في الوطن العربي وجسر الهوة الكبيرة بين المستوى التعليمي للطلبة العرب ونظرائهم في المجتمعات الغربية، بما يسهم في خلق مقاربة علمية متطورة وشاملة للتعامل مع التحديات المستقبلية.

عمل تطوعي

يقوم «تحدي الترجمة» على العمل التطوعي، ومنذ إطلاقه في سبتمبر من العام الماضي استقطب التحدي أكثر من 50 ألف متطوع في مختلف المجالات كالترجمة والتعليق الصوتي وإنتاج الفيديو تلبية لدعوة نشرها التحدي في هذا الخصوص.

وخضع المتطوعون لاختبارات عدة قبل أن يتم اختيار أكثر من 2500 متطوع ومتطوعة من مختلف أنحاء الوطن العربي في مجالات وخبرات تخصصية متنوعة.

ومنذ انطلاق «تحدي الترجمة» تم الانتهاء من تعريب وإنتاج نحو 30% من الفيديوهات التعليمية المقررة، حيث ستخضع في المرحلة المقبلة لتقييم نهائي قبل اعتمادها رسمياً ونشرها على منصة خاصة يتم تطويرها على موقع «مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي».

المصدر: وام

شارك