تجربة اقتصادية مثيرة بسرعة الإنجاز ومبادرات استثمارية جديدة
استطاعت دبي القابضة ومنذ انطلاقتها في اكتوبر 2004 ان تتربع على سلم الشركات المتميزة، حيث أدارت وما زالت مشاريع كبرى تم تدشينها في دبي خلال الخمس سنوات الماضية، الى جانب دخولها في نشاطات، وقطاعات جديدة ومبادرات استثمارية نوعية ساهمت في تعزيز مكانة الامارات الاقتصادية، الا أن المسؤولين في دبي القابضة يؤكدون بان تجربة الشركة اصبحت في محك العالمية، بعد انطلاقتها في ادارة مشاريع كبرى في مدن عالمية، كلندن ونيويورك.
وتأتي تجربة دبي الاقتصادية المثيرة للاعجاب من سرعة الانجازات التي تتوالى وورش العمل الضخمة التي تنطلق في كل الاتجاهات فضلا عن تصاعد وتيرة المشاريع الضخمة التي تحتضن ناطحات سحاب. يذكر ان قائمة الشركات الأعضاء في «دبي القابضة» تصل الى 20 شركة تنشط في العديد من القطاعات الحيوية بما في ذلك الرعاية الصحية، تكنولوجيا المعلومات، التمويل، التطوير العقاري، الإعلام، الأبحاث، التعليم، الخدمات الإنسانية، السياحة، الطاقة، الاتصالات، الصناعة، التقنيات الحيوية وقطاع الضيافة والفنادق. وفي لقاء موسع مع وفد اعلامي زار دبي أخيرا يؤكد محمد القرقاوي رئيس مجلس ادارة «دبي القابضة» بان المجموعة وبعد نجاح تجربتها الاستثمارية اصبحت تتطلع الى العالمية وقال «ان تنوع التجرية التي خاضتها المجموعة في مختلف المجالات الاقتصادية في مجال العقار، والسياحة، والاعلام يجعلها قادرة على تخطي التحديات».
وبين القرقاوي في حديثه» نحن في دبي القابضة نؤمن بأهمية العمل الإقليمي وتعزيز التعاون بين مختلف دول المنطقة لما فيه مصلحة دولنا وشعوبنا، ومن هنا فإننا نحرص باستمرار على تعزيز علاقاتنا مع أفراد الأسرة الإعلامية في العالم العربي، وما هذا اللقاء اليوم إلا جزء من استراتيجية دبي القابضة لتفعيل علاقاتها الإقليمية واطلاع أخواننا من مختلف أنحاء المنطقة على المشاريع والمبادرات التي تطلقها دبي القابضة، والتجربة التنموية الرائدة التي تخوضها دولة الإمارات بشكل عام». وتطرق القرقاوي الى العديد من المشاريع البارزة بقوله: «ان مشروع دبي لاند الذي تصل تكلفته الى 3 مليارات دولار يعتبر واحدا من ابرز المواقع السياحية في العالم».
واكد القرقاوي في حديثه «ان ما تنتظره دبي في المرحلة المقبلة أكثر مما هو موجود، فدبي تحتاج خلال الفترة المقبلة الى 200 فندق جديد». وبين «لقد اثبتت الاحصائيات ان عوائد القطاع اصبحت بدبي هي الاعلى في العالم، مما حفز العديد من المستثمرين على الدخول في هذا القطاع».
ويشرح القرقاوي خطط الشركة بقوله: «ان استراتيجية دبي القابضة تتمحور حول تعزيز سلسلة مشاريعها، والتي تساهم بشكل فعال في حركة اقتصاد امارة دبي، والتي اصبحت مركزا عالميا لرجال الاعمال والمشاريع السياحية والعقارية، والاعلامية».
ويؤكد القرقاوي الذي يقود سلسلة هذه المشاريع «ان دبي القابضة اصبحت نموذجا اقتصاديا من شأنه ان يغزو العالم، ويقدم تجربة عربية ناجحة استطاعت ان تتقدم بسرعة في قيادة تنمية جديدة بامكانات محدودة، لكن وراءها ارداة صلبة ووضوح في الرؤية».
وبين ان نجاح تجربتنا في تأسيس مدينة الإنترنت حفز الهند على التعاون معنا في نقل التجربة اليهم». وقال: «وفد هندي اطلع على المشروع وتحفز لنقل التجربة»، مضيفا «بالطبع ان كل تجربة لها خصوصيتها لكن نجاح أي عملية هو في البيئة التي تنشا فيها». ويشرح القرقاوي كيف توسعت مشاريع دبي القابضة نحو العالمية، حيث يوضح ما تم عمله في المغرب، الى مالطا، من مشاريع سياحية واعدة».
في الجانب الآخر لم تهمل دبي القابضة قطاع العقار الذي يمثل في استراتيجيتها قطبا مهما في اذرعها الاستثمارية، حيث اطلقت شركة «دبي للعقارات» كشركة تطوير عقارية رائدة لتتولى تنفيذ سلسلة عدد من مشاريع التطوير الكبرى القائمة. وتتضمن المشاريع التي تشرف عليها «دبي للعقارات» مدينة دبي الطبية، وتوسعات مدينتي الإنترنت، والاعلام، كما تشرف على مشروع «جميرا بيتش» الذي تجاوزت تكلفته 2.6 مليار درهم، ويعد واحدا من اضخم مشاريع التطوير السكنية في العالم، حيث سيتم تنفيذه على مرحلة واحدة، كما يمثل مشروع الخليج التجاري احد المشاريع العملاقة التي تنفذها الشركة، حيث سيتم تطويره على مساحة تبلغ 64 مليون قدم مربع من خلال خور دبي الحيوي، حيث من المنتظر ان يحول منطقة الخور الى عاصمة تجارية تستقطب كبرى الشركات العالمية والاقليمية والمحلية.
وحول الدور الذي تلعبه دبي للعقارات في خريطة الاستثنمار يذكر القرقاوي «بان اطلاق شركة دبي للعقارت جاء ليتوافق مع بلوغ القطاع في البلاد مرحلة متطورة من النضج تتصاعد فيها الحاجة الى مشاريع نوعية كبرى عالية الجودة». موضحا «بان تجسيد آفاق النمو الضخمة التي تتمتع بها دبي للعقارات هي من المكاسب النوعية التي أطلقتها دبي للعقارت، فالمؤسسات العامة تحت مظلتها تمهد الطريق امامها للانتقال الى مرحلة النمو السريع».
بدوره يؤكد عبد الله الدبل الرئيس التنفيذي لدبي للعقارات في حديثه للوفد الاعلامي «اننا نتطلع لان تصبح دبي للعقارات اللاعب الاول في قطاع التطوير العقاري على مستوى المنطقة اعتمادا على القدرات الضخمة للشركة، والمؤسسات العاملة تحت مظلتها وكذلك الخبرات النوعية التي طورناها من خلال تنفيذنا لمشاريع دولية المستوى على غرار «جميرا بيتش ريزيدنس» وقد قمنا بالفعل بدراسة خطط استراتيجية طموحة تتيح نمواً رأسياً وافقياً للقطاع العقاري».
وقال الدبل «رغم مسيرة مشاريعنا الكبرى الا ان دبي للعقارات لن تتوقف عن اطلاق المشاريع الضخمة». واعتبر الدبل ان العقار في الامارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص مرشح لمواصلة تحقيق معدلات نمو قوية توفر فرصا واعدة خصوصاً في مجال المشاريع السكنية عالية الجودة. وقدر اجمالي حجم الاستثمارات العقارية التي يجري تنفيذها في دبي حاليا بما يتراوح بين 150 و200 مليار درهم يتراوح معدل العائدات حسب النوعية وقطاع الاستثمار العقاري بشكل عام بين 20 الى 30 في المائة».
وبسؤاله ان كان القطاع العقاري في دبي قد وصل الى مرحلة التشبع بعد اطلاق العديد من المشاريع الضخمة أجاب «ان المؤشرات تدل على طلب المزيد من الوحدات السكنية، خاصة ضمن شريحة العقارات المتميزة، كما تظهر الدراسات الخاصة بالاحتياجات المستقبلية ان الطلب سيتواصل في النمو مع تصاعد الدور العالمي لدبي كمركز حيوي للاعمال والمال والخدمات والاقتصاد الجديد».
ويضيف الدبل بقوله: «ان الاستراتيجية التنموية الطموحة في البلد والمبادرات النوعية التي تم اطلاقها ووجود بيئة تشريعية وقانونية تحفز على النمو قد ساهمت في جذب العديد من الاستثمارات الكبرى، مما أهل الامارات لان تكون محطة جاذبة للاستثمار المباشر في مختلف القطاعات بما فيها قطاع العقار».
وفي جانب من حديثه بين عبد الله الدبل أهمية مشروع الخليج التجاري الضخم الذي يؤكد على انه سوف يرسخ مكانة دبي كمركز مالي، وعملي بقوله: «انه يشكل مشروعا طموحا وحيويا، حيث يتم اطلاق مدينة كاملة ضمن المدينة مما يجعل تأثيره الاقتصادي المباشر فعالاً».
وقال: «ان دبي للعقارات التي تتولى تنفيذ الخليج التجاري الذي يمتد على مساحة 547 مليون قدم مربع في حين تبلغ مساحة المناطق المخصصة للتطوير ضمن المشروع قرابة 64 مليون قدم مربع، قد راعت في تصاميمها للمشروع حداثة البنية، ومزيجاً من التسهيلات والمرافق والابراج المكتبية والسكنية الى جانب الحدائق، والمناطق الخضراء، وشبكة الطرق. وسيضفي مجرى الخور والقنوات المائية المتفرعة طابعا فريدا». وقال الدبل: «ان الخليج التجاري هو عبارة عن عاصمة جديدة فائقة الحداثة والاعمال في المنطقة».
وفي اطار تجربة دبي للعقارات يشير حديث المسؤولين في الشركة الى نظرتهم الواضحة لمستقبل الاسواق المحلية والاقليمية، حيث تشير الدراسات التي تعتمدها دبي للعقارات الى وجود فرص واعدة في الاسواق الاقليمية والعالمية من شأنها ان تفتح المجال لدبي للعقارات وتتطلع لتنفيذ مشاريع بشكل منفرد او بالمشاركة مع مستثمرين محللين. وفي ظل التوسع الجديد للاستثمارات محليا واقليميا فان دبي للعقارات تفردت في مشاريعها محليا واقليميا، وهو ما يشرحه لنا فرحان فريدوني الرئيس التنفيذي لشركة «دبي الدولية للعقارات» الذي التقته «الشرق الاوسط» في مكتبه بدبي مع الوفد الاعلامي، حيث يشير الى ان «دبي للعقارات الدولية» تعتبر بمثابة ذراع الاستثمار العقاري الدولي لها، وقال: «اننا نتولى تصدير تجربة وخبرات دبي النوعية في الاستثمار العقاري الى الخارج»، مشيرا الى ان الشركة تعمل على ترسيخ معايير دولية في ادارة تنفيذها للمشاريع في الاسواق الاقليمية والعالمية».
ولا يخفي فريدوني تفاؤله ايضا من النمو المتوقع للاسواق الاقليمية وقال: «لقد قمنا بتوزيع جغرافي لاستثماراتنا، حيث تترسخ مشاريعنا في اسواق اقليمية تتمتع بعوامل جذب قوية على صعيد العائدات في الاستثمار العقاري». وذكر فريدوني «ان دبي الدولية قد بدأت اعمال الانشاء في دبي «تاورز الدوحة» الذي سيتضمن مكاتب ومحلات للتسوق ووحدات سكنية متطورة الى جانب فندق خمس نجوم».
وقال فريدوني: «حرصنا على ان نساهم في تعزيز جهود التنمية والتطوير في قطر تناغما مع النمو الاقتصادي». وقال: «ان المشروع صمم بطريقة حديثه ومتطورة روعيت فيه الخدمات والتسهيلات رفيعة المستوى، كما انه يضم منتجعاً صحياً وقاعات رياضية ومطاعم ومراكز اعمال وادخال احدث التقنيات وخدمات الأمن».
وفي اطار التوسع الذي تسير عليه دبي الدولية للعقارات اطلاقها لمشروع عقاري في عمان بتكلفة تبلغ 3 مليارات درهم بمساحة 2.6 مليون متر مربع بالقرب من مسقط».
وقال فريدوني: «ان الاعمال الانشائية في المشروع ستبدأ في الربع الاخير من العام الحالي في حين سيتم انجاز اعمال التطوير خلال عام 2007 وستقوم الشركة باستقطاب نخبة من المستثمرين والشركات الاقليمية والاوروبية». كما قامت دبي الدولية للعقارات باطلاق مشروع امواج في الرباط بكلفة ملياري درهم والمشروع يقام على مساحة 100 هكتار.
وقال: «يوجد لدى الشركة خطة خمسية للدخول الى اكبر الاسواق العالمية الواعدة ايضا التي تتميز بفرص استثمار جديدة على المدى المتوسط للمساهمة في تنويع وتوزيع المخاطر وتعزيز فرص نمو العائدات، علما بانه سيتم التعاون في تنفيذ تلك المشاريع مع شركات عالمية لها سمعتها المعروفة في كافة المجالات». وفي الجولة الصحافية كان اللقاء مع سمير الانصاري المدير التنفيذي لدبي «انترناشونال كابيتال» الذي حرص على توضيح أهمية المشاريع التي تديرها الشركة، حيث اوضح «ان النشاطات الاستثمارية التابعة للمجموعة تتنوع في مجالات مختلفة من الصحة الى تقنية المعلومات الى القطاع المالي والعقاري والطاقة والاتصالات».
وقال: «ان دبي انترناشونال كابيتال لديها محفظة استثمارية عالمية، حيث توفر لدبي القابضة، مستويات نمو مرتفعة وتنوع استثماري وشبكة واسعة من الاستثمارات والعلاقات الاستراتيجية». واوضح الانصاري في حديثه بان «دبي انترناشونال كابيتال» استطاعت توسيع نشاطها العالمي عبر استثمار ما يقارب المليار دولار في شركة «ديملر كرايسلر» لتصبح بذلك ثالث اكبر مساهم في هذه الشركة العريقة، كما قامت بشراء مجموعة «توسو» للمتاحف والمرافق السياحية التي تعد ابرز مشغلي المتاحف والمرافق السياحية التي تستقطب أكبر عدد من الزوار وقد بلغت قيمة الصفقة 800 مليون جنيه استرليني، كما قامت الشركة بمشاركة فعالة ضمن تحالف لتأسيس محفظة استثمارية بقيمة 150 مليون دولار لتمويل وتأسيس وتطوير اكثر من 20 فندقا جديدا ستحمل اسم العلامة التجارية «هولداي ان اكسبرس» في دول الخليج.
وبسؤاله حول خطط الشركة الاستراتيجية وكيف يتم اختيار الفرص الاستثمارية. قال: «ان الشركة تعتمد على الاستثمار في الشركات الدولية المساهمة والخاصة، والاستثمار المباشر بحصص في مشاريع قائمة، خاصة ضمن الشرق الاوسط، التي تضم الكثير من الشركات الخاصة».
وقال: «ان دبي انترناشونال كابيتال اصبحت شريكا مثاليا بالنسبة للكثير من المؤسسات الكبيرة والمتوسطة ضمن المنطقة الى جانب تمتعها بقدرات كبيرة تتيح لها ضخ رؤوس اموال جديدة في الشركات التي تستثمر فيها».