التطوير والتميز الحكومي

برنامج دبي للتميّز الحكومي.. 23 عاماً من النجاحات والريادة

Sep 05, 2020

عندما أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، توجيهاته بتأسيس برنامج دبي للتميز الحكومي، قبل 23 عاماً، وتحديداً في 8 سبتمبر 1997، كان ينطلق من رؤية حصيفة وإيمان مطلق بضرورة وجود قوة محركة لتطوير القطاع الحكومي بدبي، والوصول به إلى أعلى درجات التميز في الأداء والخدمات، حتى تتمكن الإمارة من المحافظة على تنافسيتها في مختلف القطاعات، وتعزيز جاذبيتها لتكون الوجهة الأفضل للاستثمار والسياحة والزيارة والعمل والإقامة.

وقد تحقق لصاحب السمو ما أراد، عندما نجح البرنامج تحت رعايته الكريمة وإشرافه المباشر في تحقيق الأهداف المنشودة، بعد أن أسهم بحقّ في إحداث التغيير الجذري المنشود، ليس فقط في مستويات الأداء، بل في استحداث مفاهيم وممارسات وأساليب ومعايير إدارية في القطاع الحكومي.

وتعزز هذا النجاح لإيمان كافة الجهات الحكومية والقائمين عليها برسالة البرنامج، والتعاون الدائم والمستمر مع إدارته، وحرصهم على تطبيق معايير نماذج التميّز المؤسسي والوظيفي، وتوظيفها لتحسين المستمر في أدائها وخدماتها.

رؤية شاملة

وتمثل إنجازات البرنامج طوال السنوات الفائتة ترجمة حقيقية لرؤيته المتمثلة في تحقيق الريادة العالمية لحكومة دبي من خلال التميز والابتكار، وتجسيداً لرسالته الهادفة لتمكين الجهات الحكومية في دبي لتطوير الأداء والنتائج والخدمات، حتى تتمكن من الوصول إلى مستوى رائد عالمياً.

وبناء على ذلك، حدد البرنامج مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي ينطلق منها في كافة عملياته. أول هذه الأهداف هو تحقيق الريادة لحكومة دبي من خلال التميز والابتكار، ويعتمد في ذلك على التطوير والتحديث المستمر لنماذج وفئات ومعايير منظومة التميز والابتكار الحكومي بدبي، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وبناء على توجهات حكومة دبي.

وفي الإطار ذاته، يتولى البرنامج إجراء عمليات تقييم مهنية وموضوعية للجهات الحكومية، وتتولاها فرق تقييم من الخبراء العالميين المتخصصين في مجالات العمل الحكومي.

وبعدها يتم توفير تقارير تقييمية ذات قيمة مضافة، لتستعين بها الجهات الحكومية في رسم خريطة طريق للوصول إلى الريادة العالمية، أما التي تحقق مراكز متقدمة، فتحظى بالتكريم اللائق في حفل جوائز البرنامج برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

أما ثاني أهدافه، فهو توفير الدعم للقيادة لمساعدتها على اتخاذ القرار في مجال التميز والابتكار الحكومي، وذلك عن طريق إعداد التقارير والدراسات التحليلية والتشخيصية في مجال التميز وسعادة المتعاملين والموظفين والابتكار، مستنداً في ذلك على مخرجات عمليات التقييم والدراسات المتخصصة على مستوى القطاعات الحكومية وعلى مستوى الحكومة ككل، وتقديمها للقيادة لدعم اتخاذ القرار في مجال التميز والابتكار الحكومي.

والهدف الثالث هو أن يعمل البرنامج بمثابة مركز عالمي لتبادل المعرفة في مجال التميز والابتكار الحكومي، لذا يبدي القائمون عليه حرصاً على تسهيل تبادل المعرفة وقصص النجاح وأفضل الممارسات داخل دبي ومع شركائه الدوليين، من خلال مجموعة من الأنشطة والمبادرات المعرفية والبرامج التدريبية المتنوعة.

نقلة نوعية

وبعد تسع عشرة سنة من عمر البرنامج، تم تطبيق منظومة التميز الحكومي بدبي اعتباراً من العام 2016.

ولم يتوقف البرنامج عند هذا الحد، بل حرص على تطوير أنظمته ومراجعة فئاته ومعاييره ومنهجياته وأساليب عمله بشكل منتظم لمواكبة التغيّرات المتجددة في عالم الإدارة والجودة، والاستجابة بكفاءة لظروف ومتطلبات القطاع الحكومي بدبي، حيث قام البرنامج في سبتمبر 2019 بإحداث تطوير شامل لمستويات وآليات التقييم والتكريم، وإدخال حزمة من التعديلات على أنظمة العمل والمبادرات، تهدف في مجملها إلى زيادة القيمة المضافة المقدمة للجهات الحكومية.

ويعتبر مؤشر تميّز الأداء الحكومي من أهم الأدوات التي يستعين بها البرنامج لقياس التقدم المحرز في تميز الأداء للجهات الحكومية عاماً تلو الآخر. وكنموذج على ذلك، فقد تم رصد تحسن في التقييم المؤسسي من 590/‏‏‏1000 في الدورة التقييمية 2004-2005 ليصل إلى 641/‏‏‏1000 في الدورة التقييمية 2016-2017.

محطات متميزة

وحقق البرنامج الكثير من محطات التميز منذ تأسيسه ليحظى بتقدير القيادة الرشيدة في الإمارة، مع نيل الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية المحلية، والاستعانة به على مستوى الإمارات كنموذج معياري للارتقاء بتميز الأداء في القطاع الحكومي.

ليس هذا فحسب، بل كان للبرنامج حضور عالمي، حيث حصد جائزتين مرموقتين وهما: جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة، عن فئة «تطوير إدارة المعرفة بالحكومة» للعام 2011، وجائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة، عن فئة «تحسين عملية تقديم الخدمات الحكومية» على مستوى منطقة غرب آسيا للعام 2007.

ففي 1997، تم اعتماد نظام التقييم المؤسسي والوظيفي للقطاع الحكومي، انطلاقاً من المساعي الدؤوبة لتجذير ثقافة التميز في حكومة دبي، والعمل على تطويره وتحديثه دورياً لمواكبة التغيرات والمتطلبات الحكومية باستمرار.

ويحتوي النظام على فئات مؤسسية وفردية للتميز المؤسسي، يتم تقييمها وفقاً لآليات ومعايير تقييم عالمية، تضمن التحسين والتطوير المستمر في أداء الجهات الحكومية وموظفيها. ويتم تكريم الفائزين دورياً بناءً على نتائج التقييم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حفل جوائز التميز للبرنامج.

طموحات

اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، في أكتوبر 2019، «برنامج دبي للتميز الحكومي 2.0» لمواكبة طموحات الإمارة في ترسيخ مكانتها الريادية في مجال الأداء الحكومي، وذلك عن طريق إضافة نموذج جديد ومتطور وهو «نموذج النخبة».

ويتضمن البرنامج محاور تقييم جديدة للجهات التي حققت مراكز ريادية في أدائها «النخبة»، لقياس التوجهات المستقبلية وتحديثها بعد كل دورة تقييمية. والارتقاء بجميع الجهات إلى مستويات ريادية عالمية غير مسبوقة من التميز، من خلال اعتماد نموذج يتيح للجهات الحكومية الانتقال من مستويات متدنية إلى مستويات متقدمة في التقييم، وهي (المستوى الأساسي، مستوى التميز ومستوى النخبة).

تكريم الجنود المجهولين

كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال دورة العام 2001، أول مجموعة من الجنود المجهولين في العالم، خلال حفل البرنامج 2001.

واستمر هذا التكريم في كل حفل للبرنامج حتى حينه، ومن خلال مسابقة غير رسمية، يكرّم البرنامج عدداً من صغار الموظفين، الذين أظهروا قدرة متميزة على مواجهة الصعوبات والتحديات الشخصية والمهنية، وقدموا إنجازات فوق العادة في عملهم.

ونال التكريم موظفون مواطنون يعملون في وظائف، يعزف عنها المواطنون لتشجيع الآخرين على الالتحاق بمثل هذه الوظائف. ومنذ 2001، بدأ البرنامج تنفيذ دراسة سعادة المتعاملين والمتسوق السري للجهات الحكومية سنوياً.

وتجرى هذه الدراسة من قبل جهة عالمية متخصصة في الدراسات وتحت الإشراف المباشر للبرنامج. وبناء على ذلك، يتم تزويد الجهات الحكومية بتقرير تفصيلي، يتضمن نتائج الدراسة للاستفادة منها في التحسين والتطوير المستمر. ويتم تكريم الجهات الحاصلة على أعلى النتائج من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي كل عام.

وفي 2003، بدأ البرنامج بتنفيذ دراسة لقياس سعادة موظفي الجهات الحكومية سنوياً، من قبل جهة عالمية متخصصة في الدراسات وتحت الإشراف المباشر للبرنامج، ويتم تزويد الجهات الحكومية بتقرير تفصيلي، يتضمن نتائج الدراسة للاستفادة منها في التحسين والتطوير المستمر، ويتم تكريم الجهات الحاصلة على أعلى النتائج من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي كل عام.

تفعيل التعاون لتعزيز التميز والابتكار

أطلق برنامج دبي للتميز الحكومي في 2011، مبادرة «شركاء من أجل التميز»، لتفعيل عمليات التعاون والشراكة بين الجهات الحكومية، وتطوير أدائها من خلال نقل خبرات ومعارف الجهات الحكومية الأكثر تميزاً إلى بقية الجهات الحكومية، ومساعدتها في تطوير وتأهيل موظفيها، ومأسسة ممارسات التميز المؤسسي فيها. وتم توقيع وتنفيذ 7 مذكرات تعاون لنقل وتبادل الخبرات بين 12 جهة حكومية.

وفي 2007، بدأ البرنامج بتكريم أول مجموعة من الموظفين المبدعين لتحفيز الإبداع في القطاع الحكومي، ومن ثم أطلق في 2011 مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم للابتكار الحكومي (ابتكار)، وهي مبادرة متكاملة تهدف إلى توفير بيئة عمل مبدعة في القطاع الحكومي، وتشجيع الموظفين الحكوميين على تقديم أفكار مبدعة ومشاريع تطويرية ومبادرات تنموية، تسهم في تطوير دوائرهم، وتنمية مجتمعهم، وتحسين الخدمة الحكومية، ودفع عجلة التنمية الوطنية، من خلال تنظيم نشاطات متعددة، لتحفيز وتشجيع الإبداع والابتكار، وإعداد نماذج الابتكار المؤسسي والفردي.

ويتم من خلالها تكريم القائد والموظف والفكرة المبدعة والجهة الراعية للابتكار من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، خلال حفل جوائز التميز.

منتدى دبي

ومنذ 2008، يقوم البرنامج سنوياً بتنظيم منتدى دبي لأفضل الممارسات الحكومية، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ويسهم المنتدى بتعزيز مفاهيم وتطبيقات التميز والإبداع والجودة ونقل المعرفة من خلال: توفير فرصة للمشاركين للتعرف إلى تجارب وإنجازات الجهات الحكومية وفرق العمل والمشاريع والمبادرات والموظفين، الذين فازوا بجوائز فئات برنامج دبي للتميز الحكومي، والاطلاع على خلاصة آراء وتجارب وإنجازات عدد من المسؤولين القياديين في الحكومة في مجالات القيادة والإدارة والجودة والتميز والخدمات الحكومية، لتعزيز تطبيقات ومفاهيم نقل المعرفة، والتعلم من أفضل الممارسات الإدارية والمهنية في مجال الإدارة والجودة والتميز المؤسسي.

ندوات معرفية وملتقيات حوارية

شارك أكثر من 40 ألف موظف في سلسة من الندوات المعرفية وورش العمل المختلفة، منذ 1999، ضمن برنامج دبي للتميز الحكومي، وكانت محاضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العام ذاته تعكس رؤيته المستقبلية والقيادة الحكومية، ودافعة لهم لتقديم الأفضل.

واستمر البرنامج بتنفيذ الندوات والملتقيات والحوارات الحكومية الهادفة إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين الجهات الحكومية في مجال التميز وتطوير الأداء الحكومي، ضمن إطار إدارة المعرفة.

ويشارك في هذه الندوات عدد من المديرين العامين، ونخبة المختصين من موظفي الجهات الحكومية ومتحدثين وخبراء عالميين. وخلال جائحة «كورونا»، حرص البرنامج على تنظيم العديد من الندوات المعرفية عن بعد.

ومنذ 2005، يحرص البرنامج على تأهيل وتدريب موظفي الجهات الحكومية في دبي، حيث عمل على إطلاق برنامج تدريب خبراء التميز المعتمدين، ليؤهل ما يزيد على 2000 موظف حكومي، مع حصولهم على شهادة مقيم معتمد، ومن ثم عمل البرنامج على إطلاق برامج تدريبية متخصصة للتدريب على متطلبات منظومة التميز الحكومي ونموذج النخبة بدبي، لتأهيل موظفي الجهات الحكومية على متطلبات ومعايير التميز وآليات التقييم المؤسسي.

وفي نوفمبر 2018، تم تكريم البرنامج ضمن أوائل الإمارات، تقديراً للمكانة الرائدة، التي يستحوذ عليها، ليصبح بمثابة نواة التميز الحكومي في الدولة، بعد أن انبثقت عنه برامج تميز محلية وإقليمية، كما يعدّ محفزاً لتبني مفاهيم التميز والابتكار. وفي سبتمبر 2018، انضم البرنامج للمجلس العالمي للتميز كونه عضواً رئيساً من أعضائه.

تعزيز جاهزية الجهات الحكومية في الابتكار

أطلق برنامج دبي للتميز الحكومي في يناير 2020، الإصدار الأول من دليل إطار الابتكار الحكومي، الحاصل على الاعتماد الدولي من قبل المعهد الدولي لإدارة الابتكار، بناء على مقارنة 12 إطاراً عاماً ونموذجاً عالمياً.

ويتضمن الدليل شرحاً موجزاً حول إطار الابتكار الحكومي ومحاوره الستّة الرئيسية، إلى جانب أمثلة متنوعة على أفضل الممارسات العالمية والحالات العملية في تطبيق محاور إطار الابتكار، إضافة إلى أمثلة لأدوات عملية تساعد الجهات الحكومية على تطبيق الإطار الحكومي وأدوات التقييم الذاتي وقياس مستوى جاهزية الابتكار في هذه الجهات.

وعمل البرنامج أيضاً على قياس مستوى جاهزية الجهات الحكومية في مجال الابتكار من خلال «مؤشر جاهزية الابتكار»، واعتماد نتائج المؤشر ضمن تقييم منظومة التميز الحكومي للجهات الحكومية، لترسيخ مفهوم الابتكار كمنهج عمل وأداة لبناء مستقبل رائد لمدينة دبي.

وفي 2010، أطلق البرنامج نظام التقييم الذاتي للتميز الحكومي لتمكين الجهات الحكومية من تطبيق مبادئ التحسين المستمر للأداء، من خلال تمكينها للاعتماد على مواردها البشرية المؤهلة، ضمن برامج تدريبية متخصصة، يوفرها البرنامج لتنفيذ عمليات تقييم ذاتية لجهاتهم، وتحديد نقاط القوة وفرص التحسين، بناءً على معايير التميز، ومن ثم وضع وتنفيذ ومتابعة تطبيق خطة متكاملة للتحسين.

تدريب ذكي

وفي 2015، أطلق البرنامج مبادرة «دبي للتدريب الذكي» كأول تطبيق من نوعه في العالم مختص بتقديم تدريب ذكي في مجال التميز الحكومي. وتهدف المبادرة إلى نشر ثقافة التميز بين موظفي حكومة دبي، وبناء قدرات أكبر عدد ممكن من الموارد البشرية الحكومية، وتعزيز مفهوم التعلم المستمر. ويستهدف التطبيق كافة موظفي الجهات الحكومية في دبي وتمكينها في مجال التميز والإبداع والجودة.

وسجل في المبادرة أكثر من 12 ألف موظف متدرب ينتمون إلى ما يزيد على 50 جهة حكومية محلية واتحادية، وحصل أكثر من 7,700 موظف على شهادات، ويوفر 42 حقيبة تدريبية في مواضيع التميّز والريادة والابتكار، والتي تتضمن مئات من البرامج التدريبية المتخصصة والمصممة بطريقة ذكية تفاعلية، حيث تستخدم فيها تكنولوجيا الوسائط المتعددة، لتمكين المتدرب من الاستماع والمشاهدة والمشاركة في التدريب، لضمان تجربة تعلم أكثر متعة وفائدة.

ويتوافق التطبيق مع نظامَي تشغيل الهواتف والأجهزة المتحركة الذكية؛ «أندرويد» و«آي أو إس». وتم تكريم المبادرة في يونيو 2016 في القمة العالمية لمجتمع المعلومات، كإحدى أفضل خمس مبادرات على مستوى العالم لبناء قدرات الموارد البشرية.

ومنذ 2015، يعدّ البرنامج سباقاً في تسخير التكنولوجيا لتنفيذ العمليات التقييمية باستخدام نظام تقييم إلكتروني متكامل ومرن، حيث يستقبل طلبات الترشيح من الجهات الحكومية، واستلام طلبات المشاركة كمقيّم في الدورة التقييمية، وإدارة عملية التقييم.

التعاون مع الشركاء للارتقاء بالأداء

اعتمد برنامج دبي للتميز الحكومي في عام 2019، مبادرة «شركاء من أجل الريادة» التي تحدد آلية التعاون والشراكة بين جميع الجهات الحكومية، بهدف الارتقاء بأدائها، من خلال نقل الخبرات والمعرفة من قبل الجهات المتميزة إلى الجهات الأقل تميزاً، بناء على نتائج التقييم المؤسسي، حيث تقوم بتنظيم دورات تدريبية وورش عمل توعوية، إضافة إلى تنفيذ التقييم الذاتي وتوفير البيانات لعقد مقارنات معيارية. وتعمل تلك الجهات أيضاً على إعارة موظفيها مؤقتاً لنقل المعرفة وتأهيل موظفي الجهات الأقل تميزاً.

وفي أبريل 2016، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتطبيق منظومة التميّز الحكومي الاتحادية، وكان البرنامج مستعداً للتطبيق الكامل في يناير 2017، حيث عمل على اعتماد المنظومة كأساس لعملية التقييم بطريقة تتواءم مع طبيعة العمل الحكومي في دبي.

أصحاب الهمم

وفي عام 2015، استحدث البرنامج فئة «الجهة الحكومية الصديقة لأصحاب الهمم» لتحفيز الجهات الحكومية لتكون جهات صديقة لأصحاب الهمم بتطبيقها معايير تضمن سهولة الوصول إلى المرافق والخدمات والمعلومات من قبل أصحاب الهمم.

تماشياً مع مبادرة «مجتمعي… مدينة للجميع» الهادفة إلى تحويل دبي إلى مدينة صديقة للإعاقة بحلول 2021. وتشمل المعايير تصميم المباني والمرافق وتهيئتها لتناسب هذه الفئة، وتوفير المعلومات والبيانات والخدمات لتمكينها من الحصول عليها بسهولة، والتركيز على دمجهم وتمكينهم وضمان حقوقهم، وصولاً إلى تحقيق نتائج إيجابية ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع. «في دبي نتعلم»

وفي عام 2015، أطلق البرنامج مبادرة «في دبي نتعلم» لتعزيـز ثقافـة التعلـم المؤسسـي والبحث والتطوير، بما في ذلك المقارنات المعيارية للتعلم من أفضل الممارسات العالمية، ونقـل وتبـادل المعرفـة فـي القطـاع الحكومـي بالتعـاون مـع خبـراء دولييـن فـي هـذا المجـال.

وتتضمن المبادرة تطبيق منهجية تنقسم إلى خمس مراحل أساسية وهي: تخطيط المشروع، وتقييم الوضع الحالي، وتحديد أفضل الممارسات. وخلال جائحة «كوفيد 19» تم تطبيق المبادرة لتتضمن مشاريع للتعلم من أفضل الممارسات في إدارة الوباء، عبر تشكيل فريق عمل من موظفي حكومة دبي ذوي الخبرة في مجال التعلم المؤسسي والمقارنات المعيارية.

وفي 2007، حصل البرنامج على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة في فئة تحسين الخدمة العامة، وهي جائزة عالمية رفيعة المستوى تنظم من قبل هيئة الأمم المتحدة، وتم تكريم البرنامج على إنجازاته في مجال تحسين رضا المتعاملين والمتسوق السري.

وتسلم الجائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في حفل كبير نظمته الأمم المتحدة بمدينة فيينا. وفي 2007، أطلق البرنامج أول إصدار لرسالة التميز، وهي مجلة دورية تنشر مقالات متخصصة يكتبها خبراء ومحترفون في الإدارة الحكومية والتميز المؤسسي والفردي.

قالوا عن البرنامج:

نقلة نوعية في نمط الإدارة

«البرنامج شكّل نقلة نوعية في نمط الإدارة الحكومية السابق، الذي كان يعتمد فقط على معايير اجتهادية لمديري الدوائر في حكومة دبي، جاء البرنامج ليضع أصول إدارة الجودة، كقاعدة أساسية، تُبنى عليها الممارسات الإدارية لتحسين الأداء وتطويره، وصولاً إلى تحقيق الأهداف المحددة، وذلك من أجل بلوغ الرؤية التي رسمتها كل دائرة في خطتها الاستراتيجية، من خلال الرسالة والقيم التي اعتمدتها».

 

التزام بمعايير التميز

«إن التطورات المتلاحقة التي سجلتها الدوائر الحكومية في إمارة دبي، تعزى في المقام الأول إلى التزامها بالمعايير التي أرساها برنامج دبي للتميز الحكومي.

وفي كل عام، نلاحظ مدى التقدم المحرز على المؤشر العام، وزيادة رضا المتعاملين عن أداء تلك الدوائر، ومساعيها الدؤوبة للوصول إلى الرقم «واحد» على نظيراتها. إنها المنافسة الإيجابية الحميدة، التي أشعلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وستظل قائمة، حتى نصل إلى الريادة العالمية في كافة المجالات».

مواكبة التغيرات العالمية

«من أهم ما يميز مواكبته للتغيرات العالمية، وما يستلزمه من حرص عالٍ على تطوير أنظمته، ومراجعة فئاته ومعاييره ومنهجياته، وأساليب عمله بشكل منتظم. ويتولى القائمون عليه استكشاف آخر ما تم التوصل إليه في علم الإدارة والجودة.

وهذا يعني فرض التحدي المتواصل على دوائرنا الحكومية، للاستجابة لمتطلبات متعامليها، وتجاوز توقعاتهم، حتى تتمكن من إحراز التفوق في المنافسة، عن طريق إحراز التميز الحقيقي في كافة جوانب الأداء».

 

جمع آراء المتعاملين

«من بين الإنجازات المهمة التي سطرها برنامج دبي للأداء الحكومي، تطبيق الأنظمة التي تساعد على جمع آراء المتعاملين، والوقوف على تجاربهم حول تعاملاتهم مع الدوائر الحكومية، مثل نظام الشكاوى، لتحقيق المزيد من الشفافية.

وإذا أضفنا إلى ذلك معايير تقييم الخدمات التي يتضمنها البرنامج، يمكننا تفسير التقدم الهائل الذي تحرزه القطاعات الخدمية الحكومية في الإمارة، لتصبح نموذجاً يحتذى في محيطها والعالم.

لقد قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، من خلال البرنامج، قوة محركة لتطوير القطاع الحكومي في الإمارة، وساعده في الوصول إلى أعلى درجات التميز، لتقديم خلاصة تجاربنا، ونقل معارفنا إلى الدول الشقيقة والصديقة».

 

تطوير أداء الحكومة

«برؤية وتوجيهات محمد بن راشد، نجح برنامج دبي للتميز الحكومي، ليكون من أهم أدوات تطوير القطاع الحكومي بدبي، وأكثرها تأثيراً في تغيير ثقافة وطريقة عمل الجهات الحكومية، وقد حقق البرنامج وإنجازاته العديدة، بالتعاون مع الجهات الحكومية على مدار 23 عاماً، نجاحاً مذهلاً في تحقيق رؤية دبي، وتطوير أداء الحكومة بشكل ريادي غير مسبوق، يضمن تعزيز تنافسية الإمارة وتبوئها المكانة العالمية المرموقة، كما أراد لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

 

سعادة الموظفين والمتعاملين

«عند النظر إلى الوراء، واستذكار انطلاق برنامج دبي للتميز الحكومي، تستعرض الذاكرة صور الإنجازات المتلاحقة التي يحققها البرنامج عاماً تلو الآخر، والتي بات من المتعذر حصرها في عجالة. إننا على يقين تام، من أن تأثيراته الإيجابية في مختلف مجالات الحياة في دبي، ستنعكس على سعادة المواطنين والمقيمين والزوار، من خلال حصولهم على أفضل الخدمات في العالم، بفضل حرص تلك الدوائر على تطبيق المعايير التي يسعى البرنامج إلى ترسيخها في الأداء الحكومي».

 

ثقافة الابتكار وتحفيز الإبداع

«إن برنامج دبي للتميز الحكومي، على مدار تاريخه، أدى دوراً محورياً في تطوير الإدارة الحكومية، والارتقاء بالأداء المؤسسي، والخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية، حيث رسخ البرنامج ثقافة التميز والابتكار والريادة في الإدارة الحكومية، لتصبح الخدمات التي تقدمها مؤسسات ودوائر دبي، الأفضل عالمياً، مشيراً إلى أن تحفيز الإبداع والابتكار، أصبح ثقافة مستدامة في مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، والجهات التابعة لها، لتقديم خدمات تفوق توقعات المتعاملين، وتدفع نحو جذب استثمارات أجنبية جديدة، لتعزيز التنمية الاقتصادية».

 

ريادة العمل الحكومي

«فخورون بما حققه ويحققه برنامج دبي للتميز الحكومي، من تطور وريادة العمل الحكومي في دبي، وذلك من خلال منظومة التميز الحكومي، ونموذج النخبة، وجميع مبادرات البرنامج، التي يتم تصميمها وتنفيذها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، كما يتم تحديث جميع نماذج التميز والابتكار والمبادرات وآليات العمل في البرنامج باستمرار، لمواكبة التغيرات العالمية، وضمان رشاقة ومرونة البرنامج، وتمكين الجهات الحكومية من تحقيق أولويات حكومة دبي».

 

شارك