اعتلت مدينة دبي المنبر الإعلامي العربي قبل 22 عاماً عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” مرحلة جديدة في صناعة الإعلام متمثلة في تأسيس نادي دبي للصحافة وجائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي، وذلك باعتبار الإعلام شريكاً رئيساً في مسيرة التطوير والتنمية في عالمنا العربي.
وأضحى نوفمبر 1999 تاريخاً بارزاً وحاضراً في ذاكرة الصحافة المحلية والعربية حيث شهد إطلاق باكورة المشاريع الاستراتيجية التي دشنتها دبي لرفد الصحافة المحلية والعربية وتمكينها من أداء رسالتها على أكمل وجه بشفافية ونزاهة، مما جعل دبي اليوم مركزاً إقليمياً وعالمياً في صناعة الإعلام ونقطة التقاء الإعلام العربي والغربي، وعاصمة الإعلام العربي لعامي 2020 و2021.
نادي دبي للصحافة
وفي مؤتمر صحفي عقده سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع حينها، أعلن سموه عن افتتاح نادي دبي للصحافة وإطلاق جائزة الصحافة العربية في 1999. حضر حفل الافتتاح سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام والثقافة حينها، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس طيران الامارات رئيس دائرة الطيران المدني في دبي، ومعالي محمد عبد الله القرقاوي، رئيس نادي دبي للصحافة، والعالم المصري أحمد زويل وعدد من المسؤولين الحكوميين ولفيف من القيادات الإعلامية من دولة الإمارات وخارجها.
وبالنظر لدور الصحافة في تشكيل المجتمعات والرأي العام، أكد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمته أن الصحافة قد لعبت دائماً دوراً ريادياً في حياتنا العربية فكانت منذ بداياتها الأولى دافعاً للنهضة ومنبراً لنشر القيم الإنسانية والروح الوطنية ومرشداً للرأي العام إلى آفاق التقدم الرقمي فخاضت معركة التنمية في البلدان العربية وتبنت قضايا أمتنا العربية العادلة ودافعت عنها وواكبت تطور الحياة والمتغيرات العالمية.
وقال سموه مخاطباً الصحافيين:
أيها الإخوة والأخوات، إننا نطمح إلى توطيد أركان الصحافة لتؤدي دورها وتقوم بمسؤولياتها على أكمل وجه.. ولا يتحقق ذلك إلا بجهود صحافيين يجمعون بين العلم والنزاهة والموضوعية ويتمتعون بالموهبة وتسكنهم القناعة بأنهم أصحاب رسالة سامية الأهداف نبيلة المقاصد.
نادي دبي للصحافة ومواكبة التغيرات العالمية
وانطلاقاً من المسؤولية المناطة بالصحافة في مواكبة المتغيرات العالمية، أوضح سموه أن الصحافة العربية لم تتوانى يوماً عن أداء رسالتها وخصوصاً في هذه الحقبة الزمنية التي تشهد متغيرات سياسية واقتصادية وعلمية تنقل البشرية إلى عصر جديد.. عصر المعلومات والاتصال والعولمة، وتابع بالقول: “إننا نعيش عصر جديد بعد أن تدفقت الإنجازات العلمية الهائلة خلال العقدين الماضيين وأنتجت وقائع ذات تأثيرات عميقة على النشاط الإنساني بكل أبعاده، وأنتم كعاملون في قطاع الإعلام عموماً وفي الصحافة خصوصاً تمثلون إحدى القنوات الأهم في هذا التفاعل، وعليكم أن تكونوا سباقين في مواكبة هذا التغيير، مما يلقي عليكم أعباء ومهمات إضافية لا مهرب لأمتنا ولكم من خوضها والتفاعل الإيجابي معها”.
وأضاف سموه أن هذه المتغيرات تطرح علينا تحديات وفرص كبيرة وما علينا إلا النهوض لمواجهة تلك التحديات والمبادرة لاغتنام الفرص، “وإنني على ثقة كبيرة بشباب أمتنا القادر على القيام بهذه المهمة وعلى مواكبة العصر والتحدث بلغته والمشاركة في إنجازاته.”
ولفت سموه إلى أن هذه المتغيرات تطرح علينا تحديات وفرص كبيرة وما علينا إلا النهوض لمواجهة تلك التحديات والمبادرة لاغتنام الفرص وإنني على ثقة كبيرة بشباب أمتنا القادر على القيام بهذه المهمة وعلى مواكبة العصر والتحدث بلغته والمشاركة في إنجازاته.
الحرية أمانة ومسؤولية
وخلال المؤتمر الصحفي، أشاد سموه بمستويات المهنية الراقية التي حققتها الصحافة في بلادنا وفي البلدان العربية الأخرى، لافتاً إلى أن الصحافة لا يمكن أن تتطور من دون حرية التعبير وحرية الوصول للمعلومات وأن منابر الوضوح والصراحة التي أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم كانت وراء التطور الذي حققته الصحافة في الدولة. كما شدد سموه على أن الحرية أمانة ومسؤولية وهي لا تعني بأي حال من الأحوال انتهاك الأخلاقية.
عبدالله بن زايد ومحمد القرقاوي ومحمد المر وعدد من حضور حفل الافتتاح
ومن على منبر نادي الصحافة في دبي، دعا سموه الصحافيين العاملين في الدولة للمبادرة بتأسيس رابطة الصحافيين والتي من شأنها أن تساهم في تعميق التعاون بينهم في سبيل تطوير العمل الإعلامي، موضحاً أن نادي دبي للصحافة يضع تحت تصرف الصحافيين كافة التسهيلات المتوفرة في النادي لتكون البداية لهم.
جائزة الصحافة العربية
وتخلل حفل إطلاق نادي دبي للصحافة الإعلان عن إطلاق جائزة الصحافة العربية التي تأتي تكريماً للجهود التي بذلها الصحافيون في سبيل نقل رسالتهم والتي ساهمت في توعية وتثقيف المواطن العربي وإيصال صوته، وأيضاً لتقدير المساهمات السياسية والإنسانية والاقتصادية التي تحققت بفضل جهودهم.
وأٌطلقت الجائزة لتكون سنوية تغطي مختلف مجالات العمل الصحفي، منها: فئة شخصية العام الإعلامية التي تمنح لأبرز الشخصيات العربية الإعلامية لمن دونت سجلاً حافلاً بالإنجازات وتركت بصمات واضحة في مسيرة العمل الإعلامي. كما تغطي الجائزة فئة الصحافة المرئية التي تمنح للمرة الأولى في الشرق الأوسط. وأُعلن عن تشكيل لجنة من المختصين والخبراء لوضع نظام الجائزة والإشراف عليها.
” إن النادي يؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة إعلام الدولة وسيساهم في الارتقاء بالصحافة وتطوير أدواتها بالشراكة مع جائزة الصحافة العربية التي سترسخ مكانة دبي كحاضنة للإعلام العربي وللمواهب الإعلامية”، بهذه الكلمات وصف محمد عبدالله القرقاوي، المشرف على مشروع نادي دبي للصحافة، الأهمية الاستراتيجية لهذه المشاريع الإعلامية، مشيراً إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ستترك بصمات فارقة في الإعلام العربي وستجعل من دبي مركزاً وملتقى للصحافيين والمفكرين من مختلف بلاد المنطقة .
محمد بن راشد يستمع إلى شرح من محمد القرقاوي حول أحدث الأجهزة الإلكترونية لتي يوفرها النادي