دبي مركز عالمي للأعمال.. قصة نجاح متفردة خلفها مشاريع استثنائية سبقت عصرها وأوانها
منذ توليه ولاية العهد في إمارة دبي عام 1995، قاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إطلاق سلسلة من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية والتنموية الشاملة التي حولت إمارة دبي إلى مركز عالمي للأعمال وعززت مكانتها على الخارطة الاقتصادية، وجعلتها جسراً يربط بين الشرق والغرب في مختلف القطاعات. ساهمت هذه المشاريع في وضع دبي في مصاف المدن العالمية لتتصدر العديد من مؤشرات التنافسية. وأسند سموه إلى معالي محمد عبدالله القرقاوي، رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي رافق سموه منذ منتصف التسعينيات، تأسيس عدد من هذه المشاريع التي شكلت انطلاقة دبي الكبرى نحو العالمية مع بداية القرن الواحد والعشرين وركزت على اتجاه الاقتصاد التكاملي Cluster Economy حيث صُمم كل مشروع ليكون مجمع أعمال يضم شبكة من الشركات والهيئات ومراكز الأبحاث ومقدمي الخدمات في المجالات ذات الصلة لتخدم بعضها بعضاً وتقدم تجربة متكاملة لأصحاب المصلحة والمستثمرين.
دبي مركز عالمي للأعمال
وإليكم 5 من أبرز هذه المشاريع:
مدينة دبي للإنترنت (سيليكون فالي الشرق الأوسط)
محمد بن راشد يتفقد مدينة دبي للإنترنت لدى افتتاحها في أكتوبر 2000
على الرغم من أن الإنترنت كان حينها في بداياته، كان لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم طموح كبير في أن تصبح دبي من الأوائل التي تقود قطاع التكنولوجيا في المنطقة، فأعلن في مؤتمر صحفي في 29 أكتوبر 1999 عن إطلاق مشروع مدينة دبي للإنترنت، وبعد 364 يوماً في نفس تاريخ ومكان الإعلان عن المشروع، دشن سموه مدينة دبي للإنترنت، مؤسساً لمرحلة جديدة ونوعية في اقتصاد دبي ودولة الإمارات ليكون قائماً على المعرفة والتكنولوجيا. وقال سموه في المؤتمر الصحفي: ” إن لواء الريادة سوف يعقد مستقبلاً للدول التي تعتمد على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والأفكار والخدمات أكثر من اعتمادها على الموارد الطبيعية.. إن عصرنا اليوم يشهد ثورة الانترنت .. الجهاز العصبي للاقتصاد العالمي الجديد.”
وانعكاساً على خطاب سموه، تأسست مدينة دبي للإنترنت لتكون منطقة اقتصادية حرة وقاعدة استراتيجية للشركات التي تستهدف الأسواق الناشئة بهدف جعل دبي مركزاً للمال والأعمال والعاصمة الإقليمية للاقتصاد الجديد. ولدى تدشين المدينة، كانت قد حصلت أكثر من مئة شركة تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات على ترخيص، لتتخذ من مدينة دبي للإنترنت مركزاً لإدارة عملياتها، وكان من ضمن هذه الشركات، شركات عملاقة، مثل مايكروسوفت وأوراكل وسيستمز وماستركارد وكومباك.
لقد حققت مدينة دبي للإنترنت، عضو مجموعة تيكوم، على مدار السنوات الماضية نمواً هائلاً حيث تضم اليوم أكثر من 1600 شركة تكنولوجية و32 ألف متخصص في قطاعي المعرفة والتكنولوجيا. وتحولت المدينة إلى سليكون فالي الشرق الأوسط خصوصاً بعد مجموعة من الصفقات المليارية للاستحواذ عدد من الشركات التي بدأت من دبي من بينها شركة “كريم” التي بيعت لشركة “أوبر” بـ 11 مليار درهم، و”سوق.كوم” التي بلغت صفقة الاستحواذ عليها من شركة “أمازون” أكثر من ملياري درهم، ومؤخراً صفقة “ميديا دوت نت” بمبلغ 3.3 مليارات درهم.
وفي حين شهدت مدينة دبي للإنترنت بناء أحد أحلام قائد ذي رؤية وبصيرة قبل 15 عاما، فإنها تشهد كل يوم تحقيق أحلام عشرات الآلاف من المبدعين والمبتكرين والرواد وصناع التغيير.
دبي مركز عالمي للأعمال
مدينة دبي للإعلام
محمد بن راشد يدشن مشروع مدينة دبي للإعلام بمؤتمر صحفي في 2001
من مدينة تضم محطة تلفزيونية واحدة إلى مركز إقليمي وعالمي للإعلام.. كيف؟ الإجابة تبدأ برؤية استشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أن تصبح دبي قلب الإعلام النابض في المنطقة قبل 20 سنة عندما كانت دول أخرى مثل مصر ولبنان تتصدر هذا القطاع. وبتوجيهات سموه، تأسست المدينة عام 2000 كمنطقة حرة مخصصة للأنشطة الإعلامية بمحاذاة مدينة دبي للإنترنت، وذلك لأن سموه أدرك أن قطاعي التكنولوجيا والإعلام سيندمجان مع بعضهما البعض، وأنهما سيكونان شريكان رئيسيان في تطوير عجلة الأعمال في إمارة دبي. واستقطبت المدينة منذ الإعلان عنها عدداً من المؤسسات الإعلامية الإقليمية والعالمية وكانت مجموعة «قنوات إم بي سي» من باكورة المؤسسات الإعلامية التي قررت نقل نشاطها بالكامل من مقرّها في لندن إلى مدينة دبي للإعلام مع بداياتها الأولى.
استطاعت المدينة الإعلامية المتكاملة في وقت وجيز بفضل المناخ والبيئة التي توفرها للمؤسسات الإعلامية العاملة فيها، أن تصبح واحدة من أفضل المراكز الإعلامية على الصعيد العالمي لتضم اليوم أكثر من 4000 شركة و33 ألف متخصص في مجال الإعلام وتحتضن المقار الإقليمية لوكالات الأنباء العالمية وشبكات التلفزيون، منها «طومسون رويترز» العالمية، و«وكالة الصحافة الفرنسية»، ووكالة «أسوشيتد برس»، وشركة بلومبرغ العالمية لمعلومات المال والأعمال والأخبار، وغيرها المئات من شبكات البث الفضائي والإذاعي، والخدمات الإعلامية المتنوعة.
دبي مركز عالمي للأعمال
مدينة دبي الطبية
على مساحة 5 ملايين قدم مربع في المرحلة الأولى من المشروع، أُنشئت “مدينة دبي الطبية” عام 2002 بتوجيهات حاكم دبي بهدف تحويل مدينة دبي إلى مركز عالمي متميز في قطاع الرعاية الصحية ومقر تدريس العلوم الصحية والأبحاث.
تولت هيئة دبي للاستثمار والتطوير بإشراف محمد القرقاوي الذي كان يرأس مجلس إدارتها آنذاك تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع الرامي لدعم الأهداف الاستراتيجية والتنموية للإمارة في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بالاقتصاد الجديد وبتكلفة إجمالية بلغت 1.8 مليار دولار أمريكي.
محمد بن راشد يطلع على تصاميم مشروع مدينة دبي الطبية عام 2002
تولت هيئة دبي للاستثمار والتطوير بإشراف محمد عبدالله القرقاوي الذي كان يرأس مجلس إدارتها آنذاك تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع الرامي لدعم الأهداف الاستراتيجية والتنموية للإمارة في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بالاقتصاد الجديد وبتكلفة إجمالية بلغت 1.8 مليار دولار أمريكي.
وفي 2015، أطلق سموه المرحلة الثانية من المشروع التي امتدت على مساحة 22 مليون قدم مربعة، على طول خور دبي، مركزة على جانب الرفاهية الصحية.
وتضم المدينة مجموعة من أبرز المؤسسات الطبية والصحية والمراكز البحثية بما في ذلك مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي ومؤسسة الجليلة، إضافة إلى عدد من المستشفيات، منها: مستشفى دبي، ومستشفى راشد، ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، ومستشفى الإمارات التخصصي ومستشفى ميدكلينيك سيتي هوسبيتال.
ويساهم مشروع مدينة دبي الطبية في تعزيز مكانة دبي كوجهة رائدة للسياحة العلاجية، إضافة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية في القطاع الصحي والتي بلغت 1.5 مليار دولار في 2018.
مركز دبي المالي
مقر مركز دبي المالي حيث حلّت دبي في الترتيب الثامن بين أهم المراكز المالية عالمياً
“إن الانتظار لم يكن خيارنا أبداً لا في الماضي ولا في الحاضر ونحن نسعى ونعمل على استشراف الاتجاهات المستقبلية ونستعد لها، إننا لا نرتجل المشاريع ارتجالاً وليطمئن الجميع بأننا درسنا المشروع بشكل جيد وتم تشكيل فريق عمل من خيرة الشباب ليدرسوا كافة التأثيرات المحلية والاقليمية والعالمية”، بهذه الكلمات أعلن الشيخ محمد بن راشد عن إطلاق مشروع مركز دبي المالي، في مؤتمر صحفي عقد عام 2002. وهدف المشروع إلى تعزيز مكانة الإمارة على الخارطة الاقتصادية والمالية العالمية وجعلها مركزاً رئيسياً للخدمات المالية يربط بين الشرق والغرب.
وحقق المركز منذ تأسيسه نمواً مستداماً ومكانة رائدة عالمياً حيث يحتضن اليوم أكثر من 24 ألف موظف متخصص، ليصبح اليوم من أهم المراكز المالية العالمية بـ 3644 شركة نشطة عام 2021. وفي 2019، حلّت دبي في الترتيب الثامن بين المراكز المالية الأكثر أهمية على مستوى العالم، وفقاً لمؤشر المراكز المالية العالمية، حيث أحرز مركز دبي المالي العالمي قفزة في المؤشر الذي يضم أكثر من 100 مركز حول العالم.
دبي القابضة
بهدف دعم رؤية حكومة دبي بعيدة المدى في بناء اقتصاد قائم على الاستدامة، أشرف القرقاوي على تأسيس شركة “دبي القابضة” في 2004 بقرض قيمته 200 مليون دولار من بنك HSBC، وذلك لإدارة مجموعة من المشاريع الكبرى والحيوية في دبي التي تم إطلاقها في عام 1999 وبعدها.
ساهمت دبي القابضة في إضافة قطاعات جديدة وبناء مجمعات للأعمال وتنويع الاقتصاد في مدينة دبي، معززة مكانة الإمارة على خارطة الأعمال العالمية. ومنذ تأسيسها، أطلقت الشركة العديد من المبادرات والشركات والمشاريع النوعية في مجالات متنوعة تشمل قطاعات المال، التطوير العقاري، السياحة، الصحة، التعليم، التكنولوجيا والإعلام، الأبحاث، التقنيات الحيوية، الإنتاج الصناعي.
وضمن دبي القابضة، عمل القرقاوي، الذي ترأس الشركة منذ عام 2004 إلى 2017، على تأسيس مجموعة تيكوم، ومجموعة دبي للعقارات ومجموعة جميرا. وتضم محفظة دبي القابضة، التي تتمتع بحضور قوي في 12 قطاعاً، مجموعة من الشركات العالمية، منها: مجموعة جميرا، ودبي للعقارات، ومجموعة “تيكوم” التي يندرج تحت لوائها 10 مجمعات اقتصادية متخصصة، ودبي لإدارة الأصول، ودبي للتجزئة، والمجموعة الإعلامية العربية AMG. وتمتلك الشركة اليوم أصول تتجاوز قيمتها 130 مليار درهم وتوجد مكاتبها الإدارية وعملياتها التشغيلية في 21 دولة.
محمد بن راشد يستمع إلى شرح من محمد القرقاوي عن تصاميم أحد مشاريع شركة دبي القابضة
ساهمت دبي القابضة في إضافة قطاعات جديدة وبناء مجمعات للأعمال وتنويع الاقتصاد في مدينة دبي، معززة مكانة الإمارة على خارطة الأعمال العالمية. ومنذ تأسيسها، أطلقت الشركة العديد من المبادرات والشركات والمشاريع النوعية في مجالات متنوعة تشمل قطاعات المال، التطوير العقاري، السياحة، الصحة، التعليم، التكنولوجيا والإعلام، الأبحاث، التقنيات الحيوية، الإنتاج الصناعي.
وتطورت المشروعات في محفظة دبي القابضة، التي تتمتع بحضور قوي في 12 قطاعاً، لتشكّل مجموعة من الشركات العالمية، منها: مجموعة جميرا، ودبي للعقارات، ومجموعة “تيكوم” التي يندرج تحت لوائها 10 مجمعات اقتصادية متخصصة، ودبي لإدارة الأصول، ودبي للتجزئة، والمجموعة الإعلامية العربية AMG .
وتملك الشركة اليوم أصول تتجاوز قيمتها 130 مليار درهم وتوجد مكاتبها الإدارية وعملياتها التشغيلية في 21 دولة.