عزت صحيفة «فاينانشيال تايمز» النجاح الذي حققته دبي في كل المجالات إلى الإرادة الحديدية والفكر المستنير والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي وصفته الصحيفة بالطيار المقاتل، والفارس المغوار، الذي يعشق الفوز في كل شيء،
ونقلت عن محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار العقارية» قوله: «إن تصميم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كان وراء بناء أعلى برج في العالم»، فهذا البرج، كما قالت الصحيفة، ما زال في طور البناء، حيث يضاف إليه طابق كل ثلاثة أيام، بيد أن طوله ما زال طي الكتمان غير أن قصة بنائه تعكس الرؤية التنافسية والطموح اللامحدود لقائد هذه الإمارة الفذة.
ومضت الصحيفة قائلة: «إن برج دبي سوف يضم بعد الفراغ من بنائه أكبر مركز للتسوق في العالم، فيما صممت النخلات، وهي جزر اصطناعية على شكل أشجار نخيل، لتحقق امتداداً للواجهة البحرية ومضاعفة عدد السياح، وخلق نموذج ريادي يرسخ اسم دبي في الحلبة العالمية.
وأضافت «الفاينانشيال تايمز» ان الإمارة حققت في عهد حاكمها معدل نمو كبيراً في الدخل السنوي، جاعلاً منها وجهة تجارية ومالية إقليمية وحولها إلى مقصد سياحي، ولقد أصبح اليوم القطاع غير النفطي، يشكل 95% من الناتج الإجمالي المحلي مقارنة بـ 46% في سبعينات القرن الماضي حيث تشكل الخدمات الركن الأساسي.
ونوهت الصحيفة بالنهضة العمرانية في دبي التي وضعتها «بموقع بناء تعلوه الأبراج بالعشرات»، حيث تعد اللوحات الإعلانية المنتشرة على شارع الشيخ زايد المشترين «بحياة الريفيرا» و«المجمعات السكنية المثالية». وأشارت إلى أن التجمعات التجارية، تضم أسماء مثل «أوراكل» وسيسكو ومايكروسوفت، ولن تلبث أن تلحق بها هالبيرتون، شركة الخدمات البترولية الأميركية التي أعلنت اعتزامها نقل مقرها التجاري إلى دبي.
وقالت الصحيفة إن العقل التجاري البعيد عن البيروقراطية، كان وراء تطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، للسعي فيما وراء دبي، فقد قامت الإمارة باستحواذات خارجية، وراحت الشركات التابعة لها، تبني مناطق جديدة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، وآسيا.
وأشارت الصحيفة إلى قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقابلة نادرة أجرتها معه «لقد قالوا لنا إنها فقاعة، ولن تكون لدينا سياحة وهم الآن يتراكضون وراء تلك الفقاعة». وفي الإطار ذاته، نقلت الصحيفة عن كريستوفر ام ديفيدسون الخبير في الشؤون الإماراتية،
قوله: إن ثمة عاملين في فهم طبيعة حكم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: الأول حرصه على مشاركة أبناء وطنه في خلق الثروة، والآخر هو الرغبة في تنويع اقتصاد بلاده وتشجيع مشاريع البنى الأساسية.
وقالت الصحيفة: إن المشاريع الضخمة تضاعفت في عهده، فهناك عشرات المناطق الحرة المخصصة لكل شيء من التكنولوجيا إلى الإعلام، إلى التمويل، خطباً لود الشركات الأجنبية، كما فتحت الإمارة الأبواب أمام تملك الأجانب للعقارات.
وهذا التصميم والعزم الأكيد، من قبل الحاكم كان له أثره في تحفيز الآخرين، للعمل، حيث راحت الشركات الحكومية وشركات الاستثمار الخاصة، مثل دبي القابضة، ودبي العالمية، تقوم باستحواذات خارجية. وقالت الصحيفة إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان يقوم بزيارة غير معلنة للدوائر الحكومية، أو يرسل «المتسوقين السريين»، لمعرفة أداء تلك المؤسسات أو البحث عن المواهب.
وكان ذلك «المتسوق السري» أول من انتبه إلى معالي محمد القرقاوي، منذ عقد مضى عندما كان نائباً لرئيس الدائرة الاقتصادية. ومنذ ذلك الحين، صعد نجم رئيس مجلس إدارة «دبي القابضة» حيث يشغل حالياً منصب وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية، وعن ذلك، يقول معالي محمد القرقاوي: «بعد يومين من استقالتي.
رقيت من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الدائرة الاقتصادية»، مضيفاً: «وبعد شهرين من ذلك ذهبت لمقابلته في المجلس. حيث قال سموه لي «إنني أعرفك، وسيصعد نجمك». ويضيف القرقاوي: «عندما صممت على الرحيل وطلب مني الجلوس، ودعا المتسوق السري، وأمره أمام الجميع، ان يقص عليهم حكايتي».
وقالت «الفاينانشيال تايمز»: «إن التطور في دبي ليس عشوائياً، فقد وضعت خطة استراتيجية تهدف إلى تطوير قطاعات رئيسية مهمة، بما فيها الخدمات المالية والسياقة والنقل واللوجستيات. وتابعت الصحيفة قائلة إن من يظنون أن طموحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ستتوقف عند حد سيصابون بخيبة أمل. فقد قال، إن لديه الآن مشروعين كبيرين، دون الكشف عن تفاصيلهما.
المصدر: البيان – 2007