برعاية وحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، وفي إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية في مجال التحديث الحكومي وتعزيز الابتكار وتمكين الخبرات والمهارات الشبابية ضمن رؤية مستقبلية أشمل تهدف إلى تمكين المجتمعات العربية، شهدت العاصمة الأردنية عمان اليوم الأربعاء، إطلاق مبادرة مليون مبرمج أردني، بمشاركة وفد رفيع المستوى من دولة الامارات العربية المتحدة ضم معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل وعدداً من المسؤولين.
وتهدف مبادرة مليون مبرمج أردني إلى جعل الأردن واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في مجال البرمجة، عبر توفير التدريب اللازم للشباب، وتمكينهم من مواكبة التطور المتسارع في علوم الحاسوب وبرمجياته، وتسليحهم بأدوات المستقبل وبناء قدراتهم، وإتاحة المجال أمامهم للحصول على فرص عمل تمكنهم من توظيف مهاراتهم بما يخدم الاحتياجات المستقبلية للمملكة، والمساهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي، بما يسهم في سد الفجوة الرقمية المتوقعة في العالم العربي.
لغة المستقبل
في هذا الخصوص، قال معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في دولة الإمارات أن “لغة البرمجة هي لغة المستقبل.. والأردن يمتلك أفضل تجارب ناجحة في تطوير طاقات بشرية تمتلك مهارات تقنية عالية”، وأكد معاليه بأن “التعاون الإماراتي الأردني جزء من مسيرة شراكة استراتيجية بدأها الشيخ زايد والملك حسين.. ويرسخها اليوم الملك عبدلله والشيخ خليفة بن زايد ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد”.
ولفت القرقاوي إلى أن “مبادرة المليون مبرمج ستسمر عدة سنوات في الأردن برعاية ولي العهد حفظه الله.. والهدف تشكيل مخزون عربي استراتيجي من الشباب العربي الذين يجيدون لغة المستقبل ويمتلكون أدواته”، مشيراً إلى أن “المبادرة ستوفر تدريباً مجانياً.. وستمنح شهادات دولية معتمدة.. ومنصة توظيف للخريجين المتميزين.. ومنحاً تدريبية عالمية للمتفوقين”، معرباً معاليه عن إيمانه بقدرات الشباب العرب قائلاً بأن “الشباب العربي قادر على منافسة أفضل شركات التكنولوجيا عالمياً.. ولدينا أمثلة ناجحة في الإمارات والأردن تعطينا الثقة في مستقبل تقني أفضل للمنطقة”.
وأضاف معاليه: “دولة الامارات لديها برنامج شراكة حكومية معرفية واستراتيجية مع الحكومة الأردنية.. وحزمة مشاريع مشتركة سيتم الإعلان عنها تباعاً”.
البرمجة في المدارس
ومن جهته، قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني المهندس مثنى الغرايبة، في كلمته خلال الحفل، إن “مبادرة مليون مبرمج أردني تأتي في إطار الحرص على تطوير المهارات الرقمية لأبناء وبنات الأردن”، لافتا إلى أن “تسارع التكنولوجيا في زمن الثورة الصناعية الرابعة يتطلب الاستخدام الأمثل لجميع الأدوات التكنولوجية والمنصات المتاحة للتمكن من مواكبة هذه التطورات والاستعداد لها”.
وأشار قائلاً: “بدأنا في الأردن منذ عامين بمبادرة من مؤسسة ولي العهد وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدريس البرمجة لطلبة المدارس الحكومية في مرحلة تجريبية في مجموعة من المدارس، والآن في مرحلة التخطيط لتوسعة البرنامج ليصبح أكثر شمولاً”.
وأعرب الغرايبة عن تقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة على تعاونها، لافتاً بالقول: “مبادرة “مليون مبرمج أردني” بدعم من دولة الإمارات تأتي ضمن حزمة من المشاريع الاستراتيجية التي تعزز الشراكة بين البلدين”.
دورات مجانية ومنح عالمية
وتتضمن مبادرة مليون مبرمج أردني، التي يتم تنظيمها بالشراكة مع كل من “مايكروسوفت” و”فيسبوك” و”بيت دوت كوم”، إطلاق منصة تشرف عليها مؤسسة ولي العهد، وتقدم دورات برمجة معتمدة في عدة مجالات للشباب الأردني المهتم بتطوير مهاراته الرقمية، بهدف تخريج جيل متمرس في لغات البرمجة، وتزويده بالأدوات اللازمة لفهم المستقبل وقيادة جهود التحول الرقمي، وصولاً إلى جعل الأردن من الدول المتقدمة في مجال البرمجة.
وتمتد المبادرة تمتد عدة سنوات، ويتابع تنفيذها فريق إماراتي أردني مشترك بالتعاون مع ميكروسوفت وفيسبوك.
وتوفر المبادرة برامج تدريبية مجانية عبر الإنترنت في مجال البرمجة بمستويات متعددة، وتمنح المنتسبين شهادات دولية معتمدة تؤهلهم لدخول سوق العمل، وتتضمن المبادرة تشكيل منتديات إلكترونية للمهتمين بعلوم البرمجة، بما يوفر مجتمعاً معرفياً من الطلبة والمعلمين والخبراء لتبادل المعارف والمعلومات وتنمية المهارات، إضافة إلى تطوير منصة للوظائف المتاحة في مجال البرمجة لخريجيها، فيما توفر للطلبة المتفوقين فرص الحصول على منح لبرامج تدريبية معتمدة عالمياً.
وفتحت مبادرة مليون مبرمج أردني باب التسجيل أمام الراغبين بالتزامن مع إطلاقها رسمياً، فيما تتواصل الرحلة التعليمية عبر الدورات التدريبية ثلاثة أشهر من خلال المنصة الإلكترونية المجانية للمبادرة، ويمكن للراغبين التسجيل والانضمام إلى رحلة معرفية جديدة مثيلة في أي وقت عقب انطلاق الدورة الأولى.
وفي مرحلة لاحقة، ستوفر المبادرة فرصة للمتميزين من خريجي الدورة الأولى ليكونوا مطوري برمجيات من الطراز العالمي عبر دورات تدريبية متقدمة مجانية لمدة 6 شهور، وسيتم منح خريجي هذه الدورات شهادة برمجة “نانو ديجري” معترفا بها دولياً.
تطوير قطاع الاقتصادي الرقمي
ويأتي إطلاق المبادرة ليفتح آفاق المستقبل أمام الشباب الأردني من خلال تدريبهم على البرمجة وتقنياتها، ومواكبة التطور المتسارع في علوم الحاسوب وبرمجياته، وتمكينهم بأدوات المستقبل وبناء قدراتهم وتوفير فرص عمل توظف مهاراتهم، بما يخدم الاحتياجات المستقبلية ويسهم في تطوير قطاع الاقتصاد الرقمي في المملكة، وبما يجعلهم إضافة نوعية في هذا القطاع الحيوي في الوطن العربي والعالم، ضمن توجه أشمل نحو بناء وتمكين اقتصادات قائمة على المعرفة.
واستُلهمت مبادرة مليون مبرمج أردني من مبادرة “مليون مبرمج عربي” المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الهادف للارتقاء بواقع المنطقة، ضمن رؤية أشمل تروم استئناف الحضارة العربية، وتحفيز الابتكار وصناعة التغيير الإيجابي وغرس الأمل وسط الشباب العربي واستثمار طاقاتهم ومواهبهم وتمهيد الطريق لهم لبناء مجتمعاتهم على أسس معرفية متينة بما يضمن تحقيق التقدم والريادة وسط بيئات تنافسية عالمية.