وسط اجواء احتفالية (إلكترونية) تم افتتاح أول مدينة للتجارة الالكترونية في العالم هي مدينة دبي للانترنت لتضع دبي على خريطة التجارة الالكترونية العالمية وفي موقع متميز منها. في اطار اعم واشمل مدينة دبي للانترنت هي خطوة سريعة اخرى, تمت خلال عام واحد فقط من الاعلان عنها, لتنمية المدينة على ثلاثة مستويات. الاول هو المستوى السياحي حيث يتم الترويج لمدينة دبي كمنتجع شتوي لقضاء العطلات. المستوى الثاني هو ترسيخ وتنمية مكانة دبي كمركز للتجارة ومحطة هامة في التجارة العالمية. والمستوى الثالث هو جعل المدينة مركزاً ايضاً على المستويين الاقليمي والعالمي لتكنولوجيا المعلومات.
وقد دفعت حكومة دبي الخطة على الجبهات الثلاث من خلال تنمية وتحسين البنية الاساسية للمدينة. وانشاء فندق برج العرب وفندق شاطىء الجميرة يخدم الخطة السياحية وتقوم منطقة جبل علي وهيئة موانىء دبي بتنفيذ ودفع الجزء الخاص بجعل المدينة مركزاً تجارياً, ثم تأتي مدينة دبي للانترنت لتحقيق البعد الخاص بتكنولوجيا المعلومات والتجارة الالكترونية, يكملها ايضا مشروعا مدينة دبي للاعلام وواحة الافكار الجديدة الخلاقة في دبي. ويقول الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع ان قيام والده المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم باعداد الخور من اكثر من 40 عاما كان الخطوة الاولى الهامة لتحويل دبي إلى مركز تجاري.
واليوم مدينة دبي للانترنت هي اول خطوة هامة لانشاء مدينة التجارة الالكترونية حيث تزدهر فيها الاعمال الالكترونية على جميع المستويات. والاساس لمدينة دبي للانترنت هو مجموعة من شركات تكنولوجيا المعلومات وشركات الانترنت التي سوف تفتح مقار لها في المنطقة الحرة للتجارة الالكترونية لايجاد مجموعة تجارة الكترونية لجذب شركات اخرى ورؤوس اموال لاستثمارات المخاطرة ودعم الخدمات التي تضمن تحقيق نمو مستقبلي. وسوف تتجمع وتنتشر موارد عقلية في مدينة دبي وستجذبها البيئة والبنية الأساسية ذات المستوى العالمي وارتفاع مستوى الحياة والدعم اللوجستي المتوفر. وقال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع ان أكثر من ثلاثة آلاف محترف سوف يمارسون عملهم من مدينة دبي للانترنت خلال الشهرين المقبلين. خطوات سريعة السرعة التي تتخذ بها الخطوات وتنفذ في هذا المشروع العملاق مذهلة, فقد أطلق سمو ولي عهد دبي فكرة مدينة دبي للانترنت منذ 12 شهرا, ومنذ ذلك الحين تم تخصيص اكثر من 18 هكتارا للمشروع واعداد مبان من أربعة أدوار بلغت مساحتها 380 الف قدم مربع.
ويقول محمد القرقاوي رئيس مدينة دبي للانترنت ان التكلفة بلغت 400 مليون دولار. ورغم انتهاء المرحلة الأولى من المشروع, الا ان الخطة لم تكتمل نهائيا, فسوف يتم خلال العام المقبل مضاعفة المباني المقامة في مدينة دبي للانترنت وستقوم الشركات التي تنتقل اليها بالبناء ايضا. ويواصل محمد القرقاوي حديثه فيقول: ان المساحة المبنية سوف تصل الى أربعة اضعاف المباني القائمة بحلول نهاية العام المقبل. وفي الوقت نفسه سوف تفتح شركات عالمية عملاقة مثل اوراكل وآي.بي.ام ومايكروسوفت مكاتب لها في مدينة دبي اللانترنت. وقد تم حجز كل المساحات المتاحة في مدينة دبي للانترنت قبل ان ترتفع المباني عن الأرض, وسوف تنتقل 194 شركة الى مقارها الجديدة في المدينة خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وتقوم 350 شركة اخرى بطلبات لانشاء مقار لها في المنطقة الالكترونية الحرة.
ويضيف القرقاوي: اننا نجذب الشركات من اتجاهات مختلفة, منها شركات لها مقار بالفعل في دبي واخرى في مناطق اخرى. ويقول نريد مزيداً من الشركات الجديدة في هذه الصناعة الحديثة لفتح خطوط اعمال جديدة. وقد تكون سرعة التطورات في هذا المشروع هي التي جعلت البعض ينظر اليه بشكل يختلف عن نظرة السلطات المسئولة عن مدينة دبي للانترنت. يقول احد اقطاب صناعة تكنولوجيا المعلومات ان الامر لا يختلف عن كونه مشروعاً عقارياً والهدف منه انشاء عقارات تجارية. هو مجرد امتداد لمشروع دبي مارينا السكني. انهم يبنون مناطق للسكن ويريدون للشركات ان تجاورهم وان تسكن معهم. غير ان القرقاوي يختلف مع هذا الرأي ويقول في الوقت الذي يعتبر فيه هذا مشروع عقاري جيد فهو يتجاوز ذلك ايضا بكثير. نحن نبحث عن المستقبل ونهدف إلى انشاء مجموعة تجارة الكترونية حقيقية.
وسوف تجد الشركات ان عملاءها في مدينة دبي للانترنت وكذلك الشركات المنافسة لها وانها ترغب في ان تكون هناك ايضاً. ومنذ الاعلان عن مدينة دبي للانترنت ثار الجدل حول كيفية توصيل خدمة الانترنت وشركة اتصالات هي المحتكر لتوصيل الخدمة في الامارات ويتعرض مستوى خدمتها لتوصيل الانترنت للانتقاد طوال 18 شهراً مضت. وشارك سمو الشيخ محمد بن راشد نفسه في هذا الجدل حيث اعلن ان عدداً من شركات توفير خدمات الانترنت سوف يكون باستطاعته العمل داخل المنطقة الالكترونية الحرة, التي قد تبدأ العمل في ابريل المقبل. غير ان الصورة لم تتضح بالكامل. يقول محمد القرقاوي ان مدينة دبي للانترنت اسست شركة توفير خدمات الانترنت وسوف ترتبط بشبكة اتصالات. ويمكن انشاء شركة توفير خدمات الانترنت في وقت لاحق. ويضيف ان المنافسة تؤدي إلى التقدم وتوفير خدمات افضل. ولا يزال علينا ان ننتظر لنرى اذا كانت هذه الاجواء تساعد على تكوين مجتمع تجارة الكترونية ليتحول إلى مركز اقليمي وعالمي هام. لكنه من الواضح ان العملية بدأت بداية قوية جداً وليس هناك اي اشارة على التراخي. ويقول محمد القرقاوي ان عصر التجارة الالكترونية قد بدأ ودبي تعرف موطىء قدمها جيداً في هذا العالم.
المصدر: البيان
تاربخ الخبر: 06 نوفمبر 2000